إشكالية المنهج في دراسة التراث

شهد عام التاريخ نقله گيري خلال نصف القرن الأخير، موضوعا ومنهجا، إذ تطور الموضوع الشمل دراسة القاضي بكل تحديثه وفعالياته أما التاريخ السياسي والعسكري-زهو الموضوع التقليدي فقد هسته رياح التطور، فجرى عن طريق تفسيره الذي يفيد من الاقتصاد والاجتماع وعلم النفس، كما طعم التاريخ العسكري بمباحث ومعارف الجغرافيا والسياسة بديهي أن يؤدي تطور موضوع التاريخ إلى تطور مواز في الجانب المنهجي، فوظفت مناهج العلوم الاجتماعية والإنسانيات في دراسةالتاريخ بالقدر الذي أفادت فيه هذه العلوم بالمثل من المنتهج التاريخي أفاد الباحث في هذا الكتاب من تلك النقلة الإبيستيمية والمنهجية، فمباحث الكتاب عبارة عن دراسات شارك بها في مؤتمرات وندوات محلية وقومية، حرص خلالها على أن يقدم الجديد الذي أثار ما آثار من حوار مثمر وبناء مع صفوة من المتخصصين والمفكرين. يتعلق المبحث الأول بدراسة عن "ابن حزم ومدرسته-جدل الفقه والتاريخ "، أثبت فيه المؤلف أهمية دراسة الفقه في استيطان المعاني والأفكار والكشف عن بنيتها، باعتبار الغله دعامة التشريع في المجتمعات الإسلامية، كما كشف عن "مشروع سياسي اجتماعي وحدوي" تبناه این حزم ومدرسته لاعادة وحدة الأندلس وإصلاح أحوالها بعد أن تمزفت إلى كيانات سياسية متداخره إما المبحث الثاني "قراءة نقدية في مشروع حسن حنفي - من النقل إلى الإبداع، إشكالية المنهج والرؤية ، فقد تصدى فيه الباحث للقد الكثير من المناهج المستحدثة كالبنيوية والظاهراتية ومنهج التحليل المضمون"، وأوضح فعاليتها في مجال قراءة النصوص وتفكيكها. وعدم جدواها في مجال التركيب والتفسير عرض المؤلف في المبحث الثاني "إشكالية تفسير التاريخ عند المؤرخين المسلمين الأوائل"، وأثبت خطأ الزعم بأن "ابن خلدون" أول من فلسفة التاريخ ونظره، وأرجه الزيادة في هذا الصدد إلى ثلة من المؤرخين الرواد كالبيروني ومسكويه، كاشفا النقاب عن مقاربات فلسفية تنظيزية في كتاباتهم لم يفطن إليها الدارسون السابقون أما المبحث الرابع "سياسة الدولة البوبهية إزاء وضعية الأرض الزراعية" فهو دراسة استقصائية لأهم وأخطر موضوعات التاريخ الاقتصادي في العالم الإسلامي الوسيط، ناقش المؤلف فيها أطروحة أحد تلامذته النجباء موضحاً جوانب الاتفاق ومواضع الاختلاف استناداً إلى النصوص بالدرجة الأولى. في نفس الإطار، قدم المؤلف في المبحث الخامس "مقدمة ابن خلدون بين أرسطو وإخوان الصفا" دراسة نقدية عن أطروحة أحد كبار الباحثين في الفكر الخلدولي. . ذهب فيها إلى أن جا آراء ابن خلدون من العمران البشري مقتبسة من أعمال "أرسطو" عند المؤلف هذا الحكم بالنصوص والقرائن والبراهين التي أكد فيها أطروحته المعروفة عن نقل ابن خلدون عن جماعة "إخوان الصفا" يتناول المبحث السادس موضوعا هاما شغل الدارسين في السنوات الأخيرة وهو "العرب والإسلام". وقدم فيه المؤلف وصدأ تاريخياً التطور نظرة العرب، إلى الإسلام والمسلمين وفق رؤية سوسيو ثقافية أثبت من خلالها ارتباط تلك النظرة المتغيرة بين الود والصداع بثقافة الغرب وتطورها حسب تطور بنية مجتمعانه السوسيو اقتصادية أما المبحث السابع التفاعل الحضاري غير تخوم مصر العربية الأسس والمقومات ". فقد رصد فيه الباحث طبيعة العلاقة بين مصر وبلاد المغرب خلال العصر الوسيط، مناقشأ بعض آراء الاستشراق الخاطئة التي تبناها بعض الدارسين العرب المحدثين والتي تتحدث عن قطيعة حضارية ومعرفية بين المشرق والمغرب. ولم بحمد الباحث إلى أسلوب الجدل السجالي في مناقشة هذه الأطروحة، بقدر ما عول على الاستقصاء التاريخي والإفادة من الجغرافيا في عرض أطروحته المضادة عن التفاعل والتواصل، باعتبارهما آلتين تحكمان تاريخ الحضارة العربية الإسلامية برمتها.