إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

    السعر
  • 99.82 SAR

السعر بدون ضريبة : 86.80 SAR
تقول كارين آرمسترونغ في مقدمة كتابها "الحرب المقدسة" بأن لديها اعتقاد بأن الموضوع الصليبي هو وثيق الصلة إلى حد بالنزاع الراهن في المنطقة، وبالعلاقة القلقة التي نشأت عبر الزمن بين الديانات الإبراهيمية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام، وتضيف بأنها وعندما شرعت بإجراء أبحاثها حول الموضوع، توقعت أن تجد بعض التناظرات والتوازيات بين النزاع القروسطي والنزاع الراهن، إلا أنها اكتشفت مع الوقت أن الترابطات بينهما أعمق مما تبدو في الظاهر. وقد توصلت الآن إلى الاعتقاد الجازم بأن الحملات الصليبية هي أحد الأسباب المباشرة للنزاع القائم في الشرق الأوسط اليوم. وتذكر هنا بأن إعلانها هذا قد يبعث على الدهشة، إنما هذا لم يزيدها إلا إصراراً لإمعان النظر في هذا الموضوع وفي خلفياته وأبعاده. من هذا المنطلق جاء كتابها هذا الذي تناول فيه الحملات الصليبية لبيان أثرها على العالم اليوم، وليتأتى لها ذلك حاولت أن تقيم عرفاً أطلقت عليه اسم "الرؤية الثلاثية"، لأنه وعند السعي إلى أن تكون موضوعيين نريد أن نرى وجهي المسألة "كليهما"، ولكن، وكما تقول، في الصراع الطويل هذا بين الديانات الثلاث، هناك ثلاثة وجوه وليس وجهين فقط. لذا حاولت وعند كل نقطة من نقاط موضوعها هذا، تناول موقف ووجهة نظر اليهود والمسيحيين والمسلمين. وهي ترى بأنه ومنذ الحملات الصليبية وإلى يومنا هذا، بأن الديانات الثلاث جميعاً تورطت، بشكل أو بآخر في حروب مقدسة ضد بعضها بعضاً، وأن العلاقة الأصلية التي شدّت الواحدة منها إلى الآخرين لطالما تخللتها على امتدادها وقائع القسوة والمعاناة، وتضيف قائلة بأن أعظم المآسي وقعت عندما كانت تسعى كل ديانة منها إلى إلغاء الديانتين الباقيتين، أو حين كانت تضافر اثنتان منها قواهما معاً وتتجاهل الثالثة تجاهلاً تاماً. ولإدراك ذلك على المرء أن يكون في الشرق الأوسط، وليعي بشكل جاد الترابط القوي ما بين الديانات الثلاث، ولربما لهذا السبب، يقف أيضاً على مدى اغتراب الواحدة منها على الأخريين. وتقول كارين آرمسترونغ بأن فكرتها هذه تبدو معقدة نوعاً ما، لكن لديها أمل في أن القارئ سيتقبل ذلك ويمضي في قراءة دراستها هذه بعد أن يعتاد، كما اعتادت، على رؤية الأمور بمنظار "الرؤية الثلاثية" حتى لا يعود يراها بالطريقة ذاتها بعد ذلك، لأن الرؤية الثلاثية هذه غيّرت لدى المؤلفة صورة الشرق الأوسط تغييراً جذرياً، بحيث مكنتها من تقديم هذا العمل البحثي المسلم بتقييمٍ جديد لعمل أواليات التحامل والافتئات. هذا وإن الأدب واللاهوت هما مجال اختصاص المؤلفة، وهذا يعني أن كتابها هذا عن الحملات الصليبية هو مختلف عن كتاب يضعه مؤرخ محترف، فمجالي اختصاصها بالذات مناسبان لنوع خاص لهذا الموضوع المبحوث في كتابها هذا، لأن اللاهوت والأدب كلاهما يعلّمان المرء أن يقرن النظير بالمتخالف، والشبيه بغير الشبيه؛ فيتسنى حينها للقارئ استخلاص حقيقة جديدة من خلال ذلك. فكلا الاختصاصين يوفران بديلاً عن النظرة العقلانية البحتة إلى العالم، وكلاهما يعيران التفاتاً إلى الميثولوجيا، لكنهما يأخذان الخيال مأخذ الجد فعلاً، والأدب بالخصوص يعرفنا على قوة العاطفة كقوة لا يستهان بها في هذا العالم، ويرينا أن أفكارنا ليست محض دماغية على الإطلاق، فالحملات الصليبية، نظير النزاع الراهن تماماً، لم تكن حركات عقلانية بالتمام بحيث يمكن تفسيرها أو تعليلها بأطماع محض اقتصادية أو إقليمية، أو بصدام الحقوق والمصالح؛ لقد أججتها، ولدى الأطراف دونما استثناء، الأساطير والعواطف والأهواء التي كانت أفعل بكثير في حضّ الناس على الفعل من أي دافع سياسي خالص، ثم إن الحروب المقدسة القروسطية في الشرق الأوسط، ما كانت لتحل بالمعاهدات العقلانية أو بواسطة التسويات الإقليمية الخالصة. ففي صلب المشكلة، كانت هناك عواطف جوهرية تمس هويّة المسيحيين والمسلمين واليهود، وكانت درجة من القداسة بالنسبة لهوية كل من هؤلاء، وهي لم تتبدل كثيراً في الحروب المقدسة الحالية.

كتابة تعليق

التحقق

تخفيض على الكتب

50%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

15%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

10%

تصفح كتب العرض

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف