السيميائيات العامة

يبحث هذا الكتاب في السيميائيات العامة: أسسها ومفاهيمها باعتبارها تشكل "فضاءً نظرياً لمساءلة قوانين المعرفة السيميائية وحدودها، إذ تستطيع هذه المساءلة أن تدعم مادتها العلمية، فتحدد موضوعها وتجانس منهجها، وأن ترسي عبر بسط المقومات النظرية للعموم مرجعيتها المغيبة، كونها قد أضحت تؤلف اليوم، حقلاً للأبحاث وفهرساً مفتوحاً للاهتمامات، إن السيميائيات العامة هي فلسفة للمفاهيم تعف عن التحليلات الخاصة، وتسعى لطرح جملة من المقولات العامة التي تشرف على احتواء مختلف الوقائع السيميائية؛ فلسفة تتحاشى لحظة الاكتمال المسبق، وتنزع بخطابها نحو النسبية دون هيمنة إيديولوجية على الخطابات".وهذا يعني أن نشاط السيميائيات العامة قائماً في جوهره على مبادئ التحليل المقارن لمختلف السيميائيات الخاصة.يسعى المؤلف من خلال هذا البحث إلى تحديد المرجعية النظرية للسيميائيات العامة، وتقديم تلك المقولات الأنموذجية التي من شأنها هيكلة المفاهيم المترامية لنظرية العلامة، وبالتالي بلورتها داخل بوتقة منسجمة معرفياً.يتمحور الجهد إذاً، حول الوقوف على معالم تلك المتصورات التي تبدو مهمة للوهلة الأولى ضمن مشروع التأسيس للسيميائيات العامة. إن ما يهدف إليه هذا الموضوع، ضبط المرجعية القاعدية للمسارات التنظيرية للسيميائيات العامة، ومن ثم تقديمها للقارئ العربي بالبسط والشرح، مع اختبار حدودها الإجرائية.وللوقوف أكثر على إشكالات السيميائيات العامة قسم الباحث كتابه إلى فصلين: الفصل الأول جاء بعنوان: رهانات الأنموذج اللساني ويضم ستة مباحث:المبحث الأول جاء بعنوان: النسق السيميائي والإطار اللساني ويتفرع إلى أربعة عناوين: 1- الدال والمدلول، 2- اعتباطية العلامة، 3- القيمة والتقابل، 4- الإنتاج العلاماتي: التركيب والاستبدال.وجاء المبحث الثاني بعنوان: سيميائيات التواصل: مفاهيم وآليات، ويتفرع إلى أربعة عناوين: 1- الشبكة التواصلية، 2- السنن والرسالة، 3- لويس بريتو وقانون الفعل السيمي، 4- مراتب المقصدية بين التواصل والاتصال.أما المبحث الثالث فيأتي بعنوان: الدلالة، تخوم لسانية وآفاق سيميائية. ويتفرع إلى ثلاثة عناوين: 1- رولان بارت وسيميائيات الدلالة، 2- دلالة العلامة الطبيعية، 3- الصورة ومبدأ التماثل الأيقوني.ويعالج المبحث الرابع: منطق التراتب وسيميائيات اللغة الواصفة. ويكشف المبحث الخامس عن: النسق المضاعف بين التعيين والإيحاء، ويتفرع إلى ثلاثة عناوين: 1- السيميائية التعيينية، 2- السيميائية الواصفة، 3- السيميائية الإيحائية.أما المبحث السادس فيأتي بعنوان: السيميائيات العلمية، ويتفرع إلى ثلاثة عناوين: 1- السيميائيات الواصفة، 2- الدلاليات الواصفة، 3- التواصل الواصف.هذا، ويأتي الفصل الثاني بعنوان: الدلالات المفتوحة ومنطق الثالثانية، ويضم ثلاثة مباحث هامة:المبحث الأول جاء بعنوان: المقولات الثلاث ودينامية الدلالات المفتوحة، ويتفرع إلى أربعة عناوين: 1- أنموذجية العلامة - الفكرة، 2- المقولات الفكر وسكوبية، 3- الدينامية والانفتاح، 4- حقل المؤول وأسنن التأويل.أما المبحث الثاني فيأتي بعنوان: التفريع الثلاثي ومبادئ الانفتاح، ويتفرع إلى عنوانين: 1- التعاليق والتراتب، 2- التمثل، الإحالة والتأويل.ويأتي المبحث الثالث بعنوان: العلامة البصرية وخطاب الثالثانية، ويتفرع إلى ثلاثة عناوين: 1- الواجهة وسلم العمارة، 2- الصورة التشكيلية، 3- الأيقونية الحية.دراسة هامة، استخدم فيها المؤلف المنهج الوصفي ومنطق الطرح المباشر، بأسلوب تميز بالبسط والتحليل والعرض والنقد، بهدف بلورة الأفكار ضمن لغة تتحرى أسلوب الكتابة العلمية.إن نزوع المؤلف نحو التخصص في هذا البحث، لم يمنعه من التماس المنهج التعليمي في مواطن عديدة؛ بالبسط والتدليل والتمثيل والمقاربة