إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

    السعر
  • 31.67 SAR

  • 35.19 SAR

    -10%

السعر بدون ضريبة : 27.54 SAR

(تُشحن من السعودية) توصيل 3-7 أيام

وأذكر أنني أخبرتك في سالف الزمان أن لوبيا الجليلة ، التي مر بها السيد المسيح كثيرة هي أمي التي أنجبني رحمها ، ثم ماتت بعد مضي حفنة من السنين على ولادتي وتركتني شريدة في عالم من الصخور الصوانية والمعادن الفولاذية ، وفي الحق أنها المكان الذي غادرته أنا منذ دهر ، ولكن دون أن يغادرد قلبي حتى الآن ، ولن يغادره إلى أبد الآبدين ، وإنه لعالم شرس ، بل مفترس ، ذاك الذي حرمني من مسقط رأسي طوال هذه المدة ومنحه للأغراب والمتطفلين أما دمشق التي كانت فاتنة في غابر الأعوام فهي أمي بالتبني ، أمي التي أدتني وضمتني إلى صدرها الحنون ، وأجلستني في حضنها الدافئ الرؤوم ، بعدما خسرت الوطن الأول الغالي على فوادي الملتاع . ومن حسن حظي وحظك أيتها المرأة المخلوقة من جوهر العذوبة وزبدة البراءة ، أننا عرفنا دمشق وهي لم تزل في الربيعان ، ويوم كنا نحن ما فتنا أغرارا يافعين . ولست أغالي إذا ما زعمت بأن من لم يعرف دمشق في تلك الأيام الخوالي ، أو تلك السنين الهيفاء ذات البياض الثلجي الناصع ، ومن لم يستيقظ باكرا ليجيء إلى هذه الدنيا قبل أن تخسر شبابها ويذوي نسفها وينضب زيتها ، قد فاته خير كثير وحلت به خسارة لا تعویض لها أخر الدهر . لقد افتض المال بكارتها ، وأفسدتها السياسة ذات الماهية الغوغائية التي لا تمس شيئا دون أن تحوله إلى هشيم يابس بغير حياة ..

كتابة تعليق

التحقق

تخفيض على الكتب

40%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

30%

تصفح كتب العرض

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف