إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

    السعر
  • 54.32 SAR

السعر بدون ضريبة : 47.24 SAR
في بدايات الاستعمار، بعد ٢٣ سنة من بداية الاحتلال الفرنسي للجزائر، قضى أوجين فرومونتان الرّسام، صيفًا في صحراءِ الجزائر. بين المدية وبوخاري، الجلفة والأغواط، تاجموت وعين ماضي، أراد أن يفهم شعبًا وطبيعة، أراد أن يعيش حياةَ الرُّحل الأحرار الذين لا يخشون شيئا في الحياة. هو الذي لم يشتهر بعد كفنّان، والذي لا يحترف الكتابة، نقلَ لقرّاء عصره من خلال أسلوبٍ غاية في الجمال عبر الكلمات ما تعجز الرّيشة عن رسمه، ذلك الهوس بالنّور، والصّمت، والفراغ، وشساعة أرضٍ تبقى مجهولةً ومجهولةَ المصير. هو لا يكتفي بالوصف الدّقيق للأماكن والعادات والطّبيعة والأفق الخلّاب، بل يُدخل روحًا في النّص تجعل تلك الأماكن تحيا عن طريق كلمات تُضاهي وهجَ ألوانه الزّيتية، لتخلق لوحاتٍ خالدة، مُعلّقة في الفضاء، ثابتة في الزّمن، شاهدة عليه، وعلى كبرياءِ أرض العطش.من أجواء الكتاب نقرأ :"ما لم يَقُلْه الملازم أو يُفصِحْ عنه، كنتُ أعرفُه. كنّا نسير على الدّم؛ هنا، تراكمت الجثث بالمئات؛ جُثثٌ تمنعُ من التّقدم.... لم يتمّ الاهتمام بالدّفن إلا بعد مرور يومين؛ وهل تعرف كيف تمّ ذلك؟ استُعمِلت الحبال، وتفرّغُ الرّجال لتلك المهمّة، كان من الضّروري جدّا التّخلص من الموتى مهما كلّف الأمر، كدّسوا الجُثث قدر المستطاع، حيثُ استطاعوا، وخاصّةً في الآبار. تَلقّى بئرُ واحدٌ جعلوني أمرّ بالقرب منه لوحده مائتين وستًّا وخمسين جثّة، وهذا دون أخذ الحيوانات والباقي في الحسبان. قيل أنّ رائحة الموت انتشرت في المدينة وظلّت لفترة طويلة، حتّى أنّي لستُ متأكدًا إلى الآن منأنّ الرّائحة قد اختفت بالكامل..."عن سلسلة سفر، لدار خطوط وظلال:بالتّأكيد، هي أكثر من مجرّد سلسلة موضوعاتية، أو منشور ورقي، تقترحهما دار خطوط وظلال على متلقّيها وقرّائها النّموذجين في كلّ مكان، بل بالأحرى هي ارتحال لا نهائي، سواء عبر التّأليف الشّخصي أم التّرجمة من لغات العالم، أو الاستعادات التّراثية، في خرائطية التّخوم، وبرزخية الحدود، وشعرية المعابر، ومفازات الجغرافيا. سواء أكان السّفر واقعيًا أم متخيّلا، فرديا أم جماعيًا، طوعيًا أم قسريًا، فهو من دون ريب بتحوّل إلى سجل تاريخي مضرج بالأثر، ولوح محفوظ وجودي عامر بالذّ"كريات، ندوّن عليه جروح الغياب وندوب المسافات. (سفر) هي رحلتنا الكونية المعاصرة، على متن فلك سندبادي أو طوف عوليسي، يمخر عباب أوقيانوسات الكينونة، وأسرار الأماكن، ودهشة اللقاءات العاهلة بأناس وثقافات مغايرة، ذات حمولات سوسيولوجية ثرية وأنثربولوجية قصية. إن دار خطوط وظلال تدعوكم عبر هذه الوكالة المجازية للمغامرات، من دون جوازات أو تأشيرات، للذّهاب إلى أقسى نقطة في أطلس الرّوح النّائية، وإلى أفدح مسافة من جزر النّفس الضّائعة.

كتابة تعليق

التحقق

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف