فج الليل

يبدع " علي عيد هارون " كثيرا من ألوان الشعر العمودي ، والتفعيلة والعامي ، وينعم بموهبة ظاهرة تجعل الكلمات طيعة أمامه ، وتمكنه من التقاط الصور المبهرة ، وتتيح له أن يعزف بالحروف موسيقى سلسة تجري بين أبيات قصائده ووصلاتها العامرة بالمعاني والجمال .نحن هنا أمام شاعر يتفاعل مع الجاري والساري والطارئ والعابر بقدر ما يتأثر بالراسخ والمقيم والثابت والمستقر ، ، فيراوح بين هذا وذاك في قصائد تواكب الأحداث التي مر بها الوطن ، وأخرى عن مواقف إنسانية تتجاوز الأزمنة والأمكنة .هذا ديوان يستحق القراءة ويحجز لصاحبه مكاناً بين أبناء جيله من الشعراء ، ويشي بأن صاحبه إن صقل موهبته الطازجة بمطالعة تجارب كبار الشعراء وامتلاك القدرة على الإتقان والتجويد ، سيكون له موقعاً متقدماً في دنيا الشعر وعوالمه الحافلة بالجمال .كلمة الدكتور " عمار علي حسن " بالوطنمن الديوان ..قصيدة / عام من الثورة******************منذ عام .. كنا هنانتسلّلكنجوم الليل الرابضة على الميداننبحث عن وطن .. قد غابفي كل دروب التيه المصطنعةيتراقص فينا الخوف بلا خجلتتجمع فينا الآمال على جسر الخوفنتجمع بين الحصواتنرسم وجه الشهداءنرسم وجه الصبح على خدٍتتراقص فيه الأنداءتترقرق شمس النيل على وجهيفيصيح فؤادي في ثقةمن يملك هذا الإنسان ؟عبق التاريخ على وجهيأنشودة فخر الأزمانمَن غير النيل يطهر قلباًأحزنه الليل المغوارأحزنه ....أن الليل يحوم على الواديفنتمتم بين شعاع الخوفما بين الأمل وبين النارحين ترنم فينا الحلمُ بأغنيةلم ندرك .. أن الليل سيصبح فجّاًيبتلع الطُهر مع الثواريغتصب الشمس على فُرُش الموتىيغتصب الأرض الباكيةيغتصب فراشات الأزهاريغتصب النهر على الوادييغتصب الماء مع الأمطارحين تساقط .. بعد الغيمثلج الغدرسقطت كل أغانيناسقطت أوراق الحلمووقفناننشد أغنية النصركامرأة عاريةلم تدرك وقت التصفيقأن الغدر يحمحم في الأغوارسقطت أوراق الحلم .. فسقطتُكالشجر الذابلتسقط أوراق مدينتناوتساقط نجم الميدان الرابضتصلبهكل جذوع النخل بلا ذنبتقذفه كل الأمواجكبقايا مجداف مبتور ...يقذفه الماءتسقطه كل الأمواج إلى القاعفرد الليل جناحيهفوق مدينتناوتعرتتقرأ لبقايا الصبحبيان نخاستها الأول" لامةُ الحرب يابسها الصغارجفنة الدم التي سالت بأرضييوماً ستشربها الرمالإن الذي قد كان حلماًكان وهماً من خيال "