إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

    السعر
  • 74.78 SAR

السعر بدون ضريبة : 65.03 SAR
توقّلتِ الشَّمس الكئيبة درج السماء ببطءٍ شديد على غيرِ عادتها، كأنّها سئمت من ارتداء ثوبها الذهبي الأخّاذ، وتزيين نفسها كعروسٍ في ليلةِ زفاف من أجل بشريةٍ حمقاءَ، فراحت تتهادى حزينة وهي تنزوي إلى مكانها جِهة الشرق بتكاسُلٍ عجيب، كأنّ الرّب الحكيم ألزمها بأمرٍ منه رشيد لمطاوعته بلا تنهيد، فصارت مجبورةً على تنفيذ نداء الإله الذي كان أكثر حِلمًا منها في تدثير العالم الشّرير بفرصة ربانيّة جديدة لإصلاح نفسه، والهرب إلى العدل والإنصاف، قبل أن يشهد الكون على غضبته، والشمسُ تواصِل احتضانها الحزين لزاوية الشرق مُسدلةً ستارةً من ضيائها الجميل على أرجاء الأرض المُقدسة التي ما انفكّت تُعاني من رجسٍ آدمي عنيد، فيما الجو لا يزال مُظلمًا وقاتمًا، يظهر منه سطح السماء متدثرًا بلحاف داكن من غيوم رمادية، والحاج عبد النور بدا أكثر نشاطًا منها، وهو يجلس في دكانه العتيق من قبل شروقها، يستمِع لموسيقى فيروزية صباحية كعادته مع صديقه الراديو القديم، يرتشف قطرات من كوب الشاي الأسود الذي يقبضه بيده، وقد تطايرت منه أبخرة بيضاء كانت كفيلة بأن تُغطّي بعضًا من قسمات وجهه، فكانت هذه عادة الحاج عبد النور يوميًا، ولم يكُن يعلم عنه الناس شيئًا غير هذا، فيما أنه يُخفي خلف طِباعه الساكنة شيئًا من القهر الذي يسكن فؤاده، فكان دائمَ التفكير في حاله ومآله، وهو الرجُل السميق، ذو الوجه العتيق، الذي تُبحِر فيه عينان عسليتان جميلتان، أضفى عليهما طول قامته هيبة واضحة لم يُفسِد شيئًا منها أنفُه المعقوف.

كتابة تعليق

التحقق

تخفيض على الكتب

50%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

30%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

20%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

15%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

10%

تصفح كتب العرض

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف