إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

مدخل إلى الحضارة الإسلامية

    السعر
  • 29.33 SAR

السعر بدون ضريبة : 25.50 SAR
تعاني مناهج دراسة الحضارة الإسلامية في مدارسنا ومعاهدانا وجامعاتنا من عيوب شتى، أبرزها، ولا ريب، تقطيع جسد هذه الحضارة وتقديمها للطالب مزقاً وتفاريق. وهي بهذا ستفقد شخصيتها المتميزة وملامحها المتفردة التي تمنحها الخصوصية بين الحضارات، وتصير مجرد أنشطة ثقافية أو معرفية أو مدنية في هذا المجال أو ذاك، قد تتميز ببعض الخصائص، لكنها لا تعكس التصور النهائي لرؤية المنتمين إليها للحياة والعالم والوجود. إن معاهدنا وجامعاتنا تقطع سياق هذه الحضارة ووحدتها، فيما تسميه "الضرورات الزمنية" حيناً، و"المنهجية" حيناً آخر، و"التخصصية" حيناً ثالثاً. فتدرس النشاط الاقتصادي في سنة أو مساق، والحياة الاجتماعية في مساق آخر، والحركة العلمية في مساق ثالث، والنظم الإدارية في مساق رابع. لا بل أنها حتى وهي تدرس كل واحد من هذه المساقات تتعامل معه مقطعاً مجزءاً لا يكاد يملك خصوصياته وتميزه على مستوى التصورات التي تصوغه والممارسات التي تنزل به إلى واقع الحياة. وهكذا تصير دراسة الحضارة الإسلامية. في نهاية الأمر. لهاثاً وراء مبررات الجزية ودفاعاً عن موقف الإسلام من فرضها على أهل الكتاب. وركضاً وراء قوائم الضرائب الأخرى، ومتابعة للمحتسب وهو يتجول في الأسواق لمعاقبة المخالفين. كما تصير استعراضاً وصفياً صرفاً لمنظومة الدواوين التي لا أول لها ولا آخر، وللصراع على منصب الوزارة، وللترتيبات الأمنية والعسكرية للشرطة والجيش، كما تغدو في السياق العلمي تصنيفاً فجا للعلوم النقلية والعقلية. وإحصاء للمدونات التي كتبها الأجداد. وفي سياق العمران يلقن الطلاب وصفاً مادياً مملاً لمفردات الريازة وقياساتها وأحجامها بعيداً عن الخلفيات الرؤيوية التي وضعت لمساتها عليها وقدمتها للعالم وهي تحمل خطاباً معمارياً عز نظيره بين الثقافات.

كتابة تعليق

التحقق

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف