إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

    السعر
  • 8.40 SAR

السعر بدون ضريبة : 7.30 SAR
براهيم الكوني هو روائي ليبي من الطوارق ولد عام 1948 ويعدّ من أهم الروائيين العرب وتم تصنيفه من مجلة لير الفرنسية كواحد من أفضل 50 روائي عالمي معاصر. له أكثر من 70 مؤلف.هذه هي روايته السادسة وقد صدرت عام 1990 وحصل الكوني على جائزة الدولة السويسرية عام 1995 بسببها. وهي تشابه في الموضوع رواية النهايات لعبد الرحمن منيف لكنها تختلف من ناحية الأسلوب وطريقة طرح الموضوع.الرواية قصيرة إلى حد ما.. حوالي 160 صفحة. ومقسمة إلى فصول قصيرة من صفحتين إلى ثلاثة.. ويمكننا القول أنه يمكننا أن نقسمها إلى جزئين؛ الأول يعطينا فكرة تامة عن البطل الأول للرواية "أسوف" حيث تشرح خلفيته العائلية من خلال الكلام عن أبيه وأمه وحياتهما مع الصحراء.. وحكايات الأب مع الودان –وهو نوع من التيس الجبلي- وكل هذا أمام خلفية من الرموز الدينية المشكلة من الإسلام والمسيحية والبوذية والتصوف وحتى الوثنية. ومن الملفت كيف أن الكوني قام باستخدام الرموز من خلال هذا المزيج الديني ليطرح فكرته الأساسية عن قداسة ذلك التوازن الهش بين الإنسان والطبيعة في البيئة الصحراوية. ألم يحاول منيف فعل ذات الشيء في النهايات ؟ بالطبع. لكن، شتان بين الإثنين. فبينما يجعلك منيف تتيه في ذلك الوصف اللا متناهي للصحراء والمعيشة الصحراوية. اختار الكوني أن يصف لك الحياة الصحراوية من خلال أحداث تشدك للسرد الروائي. فها هي حكاية الأب مع الودان.. ثم حكاية أسوف ذاته مع الودان.. ثم حكاية الأم مع السيل العظيم.. ثم ما بعد السيل.. ثم الطليان.. فلا ننسى أن زمان هذه الرواية هو الثلاثينات من القرن الماضي حيث كانت إيطاليا تجند الليبيين تحضيراً لغزو الحبشة. ونسيتُ أن أقول أن مكان الرواية هو أيضاً يختلف عن نهايات منيف. فبينما كانت الطيبة وهي قرية على مشارف الصحراء هي مكان النهايات.. نأتي هنا لنجد الوادي الفاصل بين الجبل والصحراء.. حيث لا شيء سوى الصحراء. إن هذه الرواية ببساطة هي في اللامكان الممتد في أقصى جنوب غرب ليبيا حيث تمر القوافل التجارية ولا يعيش أحد. وفي هذه العزلة اختار والد أسوف الحياة بعيداً عن البشر. مستمتعاً بكنزه وهو الصحراء.. كما يحلو له أن يطلق عليها.كان الثاني عن البطل الآخر للرواية هو قابيل بن آدم.. ذلك الرجل ذا النهم الذي لا ينتهي لللحوم. وقد حدثنا هذا القسم عن الخلفية التي أوصلت قابيل هذا إلى الرجل الذي هو عليه في السرد الروائي. فكان الحديث عن والديه.. وكيف اضطر وهو طفل من دس رأسه في بطن جثة غزال ميت كي ينجو من الهلاك في الصحراء.. وكيف أن السحرة قد فسروا تلك الحادثة لمن كفله بأنها دلالة أنه لن يشبع من اللحم حتى يأكل من لحم آدم ! وهنا نصل إلى الذروة التي تضع قابيل ذلك النهم لللحم.. وجهاً لوجه مع أسوف الذي لا يأكل اللحم.لكن، السرد الروائي قد بدأ أولاً باللقاء، ثم رجع من خلال الذكريات في شرح كل شيء. وقد لا تفهم ذلك إلا حين تصل النهاية في آخر صفحة. ذلك التشظي في الزمن لم يكن منفراً رغم أنه لم يشر إطلاقاً بأن هذه ذكريات.. لكن القاريء سيفهم ذلك حتماً من السياق. لكن متى ؟ في نهاية الرواية !هذه الرواية تملك كل مقومات الرواية العالمية؛ فهي تتحدث عن موضوع عالمي "الإنسان ضد الطبيعة" وذلك التوازن الهش بينهم في الصحراء. ولا ننسى ثيمة الصحراء المرتبطة دوماً بالشرق وهي عقدة الفرد الغربي. ناهيكَ عن الأسلوب الجميل للسرد من قبل الكوني. إنك ترى في النص تصوف كويلهو.. وحديثه السحري عن الشرق.. وترى كذلك فنتازيا ماركيز حين ينطق الغزال ويلعب دور الراوي. وذلك الحديث مجدداً عن روح الجبل الذي يتجسد في الودان.. وروح السهل التي تتجسد في الغزلان. وبشكل عام فكرة الحلول والإتحاد التي تذكرنا برواية ألف لكويلهو.. بل إنها احتوت على فكرة وحدة الوجود.. حيث أن الله ذاته قد يتجسد في المخلوقات ! مما يذكرنا مجدداً بكويلهو.باختصار، الرواية جيدة جداً.. رغم تحفظي على الكثير مما فيها.. إلا أنها أكثر من جيدة فنياً.. ولا أعتقد أنها ستكون آخر ما أقرأ للكوني. أعتقد أنني أمام كاتب عالمي دون شك

كتابة تعليق

التحقق

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف