إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

    السعر
  • 24.63 SAR

السعر بدون ضريبة : 21.42 SAR
لقد سعى نيتشه لكشف وتفكيك التراث الفلسفي، فحرر بذلك الفلسفة من ثقل الأخلاق والمُثُل. صارت الفلسفة بعده خفيفة ومرحة وصار الفيلسوف راقصا ومهرجا بدل أن كائنا عجوزا مهموما. فبعد الأفلاطونية اليونانية لم يستطع أغلب الفلاسفة الانفكاك من قبضة أرسطو، حتى ظهور نيتشه صاحب المطرقة الذي لم يتوانى عن تحطيم كل الأوثان الأخلاقية والدينية العالقة بالفلسفة. فيفتح لها بذلك بابا واسعا نحو عالم شاسع ترتع فيه كما تريد، فحوّل الكتاب الفلسفي لنسر يحمل القاريء نحو السهول وبين الغيوم وفوق الجبال، يخرجه من ضيق المجتمع والأخلاق ورائحة الرعاع النتنة والخانقة ـ الأخلاقيين ورجال الدين بتعبير نيتشه ـ نحو الشواطئ وهواء البحر المنعش للإنسان، نحو مغامرات صبيانية حرة يكشف فيها الإنسان عالمه، يتحول على إثرها لمحارب يسخر من الألم ومن حروب المجتمع ويعيد صياغة المتعة للتصالح مع الجسد. نيتشه أو “شوبنهاور المرح” هو المفكر الذي رأى المسيحية ك”أخلاق للعبيد” وكذلك أسماها، وجدها كما يقول عنه برتراند راسل “منحلة ومفعمة بالعناصر المفسدة العفنة.. ومنكرة لقيمة الكبرياء والاختلاف والمسؤولية العظمى والنزعة الحيوانية الرائعة وغرائز الحرب وتأليه العاطفة والثأر والغضب والشهوانية والمغامرة والمعرفة، وكلها عناصر خير تقول عنها المسيحية إنها شر”. فقسوته كشفت هشاشة التراث الإنساني الفكري وما علق فيه من رفضٍ للحياة وتقزيمٍ لإرادة الإنسان.

كتابة تعليق

التحقق

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف