إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

رحلة الى الجزيرة العربية عام 1935

    السعر
  • 53.96 SAR

السعر بدون ضريبة : 46.92 SAR
إن الجلال الذي لا يمكن حتى للآلهة أن تبلغه إنما يُمنح للكائنات الفانية بالحقيقة المجردة لفنائها. فابتهاج الشبان الذاهبين إلى المعركة، وطراوة الجدران المتقوضة، وفتنة الأزهار، ورهافة السن، كل الهشاشات تتألق كما لو كانت في ضوء إبادتها؛ العالم العابر يستمد نبله من صميم ضعفه بالذات، والأضواء والظلال تقذفها رؤية تلك الظلمة التي تقفل على نهارات مزهرة.كذلك الأمر مع تواريخ الأمم. فعلى صفحات غيبُن Gibbon نقرأ بانفعال مصعَّد أحط الإشاعات التافهة للقسطنطينية فيما العثمانيون يهجمون عليها؛ ونتابع الحياة اليومية في روما مع أتيلا في الشمال، وندرس بالحدة نفسها سجلات كثيرة أقرب إلى عصرنا. لاحاجة لعين القلب إلى كارثة مرئية؛ فالطرق التي نتربى بها، أزياؤنا، أصنامنا، وآمالنا، تصل أيضاً إلى مخارجها وتكتسب جلالها عندما ندرك كم هي مؤقتة. وهنا يكمن سحر الترحال العربي. إننا نزور شيئاً اختفى من غربنا منذ زمن طويل، وفي الشرق لا يمكن أن يبقى أطول إلا لبرهة قصيرة. هذه الخلفية اللاواعية للكارثة هي التي تجذبنا إلى بدو الصحراء أكثر مما تجذبنا إلى الأفندية المعاصرين الذين يعيشون في مدن كمدننا ويقاسموننا مستقبلنا، الذي تكون طبيعته العابرة غير بادية بعد. في حياة الصحراء، في كثير من العالم الشرقي، كل تفصيل يُحسب حسابه لأنه قد لا يتكرر أبداً: حتى الرحالة غير المنتظم لا بدّ أن يشعر أن الضوء الذي يلقيه هو أهم بكثير لأن ثمة أبديتين وليس واحدة، الماضي والمستقبل، تنتظران أن تغمراه.جيرالد دي غوري هو أحد أصدقائي القدامى. إنه يعرف عالمه الصحراوي ويعشقه وكتب هذا السجل الأمين لرحلته بإحساس بصفته العابرة في الزمن. إن توافه بلاط الصحراء، طقس الحياة البدوية، تفاصيل سفرات تذكرنا بـ {هارون} الرشيد وشارلمان، سوف تُنسى عاجلاً. أما جيرالد دي غوري فيراها بعين خبيرة ومحبة، ومثل جامعفراشات، يصيد بشبكته اللحظات البعيدة من أجل متعة أولئك الذين لن يروها مرة أخرى ترفرف في جوهم الساطع.حتى منذ عشر سنوات خلت لم تكن الجزيرة العربية بالكاد قد لمسها العالم الخارجي. في أعماقها الداخلية توجد جنائن لا تعدّ ولا تحصى، لم يزرها أي رحالة من الغرب، ومن بينها أقدم القواعد الأمامية التي أقامها الإنسان في كفاحه ضد الصحراء. إن نمط الحياة لم يتغير هناك في ألف عام. هنا في الغرب أصبحت حديقة حضارتنا شديدة الكثافة ومترفة الرعاية بحيث لم يعد بمقدورنا أن نرى بدايتها وننسى طبيعة الصراع الذي ينخرط فيه الإنسان.هناك تنطبع كل يوم في ذهن المرء.لقد سجّلتُ رحلة عبر ذاك البلد - الجزيرة العربية الهضبية أو نجد - ووصفت الحياة في بلاط ملك الجزيرة العربية قبل أن يبدأ التصنيع أو يدخل النقل المؤلل في الاستخدام المتكرر؛ وأنا مدين بشكل كبير إلى كثيرين من العرب لأجل المعلومات، وإلى الأصدقاء الإنكليز الذين شجعني اهتمامهم بالجزيرة العربية النائية على الكتابة عنها، وإلى السيد والتر دي لامار من أجل السماح لي بطباعة قصيدته المعنونة (الجزيرة العربية) وإلى السير جلبرت ليثويتر، الذي قرأ البروفات لأجلي. 

كتابة تعليق

التحقق

تخفيض على الكتب

40%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

30%

تصفح كتب العرض

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف