ما الناقد ؟ نظرية تأسيسية في نقد النقد

عن مؤسسة “أفريقيا الشرق” في المغرب، صدر لأستاذ الأدب والنقد وأستاذ الدراسات العليا بجامعة الملك خالد في أبها السعودية، الناقد اليمني عبد الواسع الحميري كتابًا جديدًا (هو الكتاب السابع عشر يضاف إلى منجزه النقدي وإلى جانبه عشرات الدراسات والبحوث المحكّمة المنشورة).الكتاب يحمل العنوان: “ما الناقد؟/ نظرية تأسيسية في نقد النقد” ويعد واحدًا من أهم الكتب التي أنجزها الدكتور عبد الواسع الحميري (في إطار مشروعه النقدي الذي يشتغل عليه منذ ما يزيد عن ربع قرن)، ذلك لأنه يؤسس لنظرية جديدة في نقد النقد.يقع الكتاب في 225 صفحة من القطع الوسط، مشتملًا دراسة مغايرة وجديدة في موضوعها، تنطلق من سؤال الماهية المتعلق بهُوية الفاعل (الناقد) خلال حركة فعله النقدي الذي ينهض به الآن- هنا لحظة الكتابة النقدية والوقوف على طبيعة شبكة العلاقات التي يفترض أن تنشأ بينه، كفاعل (قارئ) وما هو قارئ (ناقد) فيه، وما هو قارئ به، وما هو قارئ لأجله.تناولت الدراسة ثلاثة محاور رئيسة: أحدها نظري تم خلاله بناء مفاهيم الدراسة، وبلورة ملامحها نظريًا: مفهوم الناقد، النص، نص القارئ/ الناقد، نص القراءة/ الكتابة، النص المقروء/ المكتوب، ومن ثم، الوقوف على شبكة العلاقات التي تنشأ بين هذه العناصر مجتمعة. أما المحورين الثاني والثالث فهما تطبيقيان خالصان، حيث تم في المحور الثاني تناول وضع الناقد قديمًا، وفيه فصلان: الأول تناول ما أسمته الدراسة بـ “الناقد المؤسسي”، والثاني تناول ما أسمته بـ “الناقد النصي”. أما المحور الثالث فقد كرس لتناول وضع الناقد حديثًا، وفيه تم -على سبيل التمثيل- تناول ثلاثة مشاريع نقدية عربية معاصرة: مشروع الناقد عزالدين اسماعيل (الناقد الجدلي وانفتاح آفاق القراءة)، مشروع الناقد محمد عبد المطلب مصطفى (بلاغة الناقد وديمقراطية القراءة)، ومشروع الناقد عبد الله الغذّامي (النقد الثقافي وسلطة الثقافة).يشار إلى أنه سبق للناقد “الحميري” أن أصدر ابتداءً من العام 1999 وحتى الآن، 16 كتابًا، وله ما يربو عن 20 بحثًا ودراسة محكّمة، بينما يواصل مشروع نقدي طموح يستهدف تفكيك خطاب الثّقافة العربيّة بكافّة أشكاله وتجلّياته: بدءًا بالخطاب الإبداعيّ (الشّعريّ والسّرديّ) فالخطاب السّياسيّ والاجتماعيّ والدّينيّ والتّاريخيّ، إضافة إلى الخطاب الواصف في تاريخ الحضارة الإسلاميّة.