إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

أنت يوسفٌ يا أبي

المؤلف ناجي سعید
    السعر
  • 27.98 SAR

  • 31.08 SAR

    -10%

السعر بدون ضريبة : 24.33 SAR

يشحن من عمان (20-30 يوم عمل)

 لم يُحالفني الحظ، بأن أتعرّف بجدّي (لوالدي) شخصيًّا، فقد تُوفّيَ حين كنت صغيرًا، حتّى قبل “ما إِخْلق”، هكذا يقولون. لكنّي بالطبع تعرّفت بسيرة جدّي، من خلال حديث أبي عنه. حيث كان يقول عنه بأنه كان شهمًا، يُساعد الآخرين، فوق طاقته وقدراته أحيانًا، نعم فالقصّة التي رواها أبي عن والده¬¬ – جدّي فاعل الخير-  من جهة كانت مدعاة فخرٍ، ومن جهة ثانية، سبّبت الحزن لفقدان جدّي، فهذه الشهامة، كانت السبب البطئ لموت جدّي. وتقول الرواية، أنّ جدّي “أبو أسعد” كان يسير في أسفل الوادي، وكان رجلٌ من قريتنا يسير بمحاذاته، ويرعى غنماته آمنًا. وإذ به يشاهد حجرًا كبير الحجم، يميل إلى صخرة صغيرة،  “تَتَدرْكَبْ” من أعلى الجبل، نزولاً، والإحتمال الأكيد، أن الارتطام بالقطيع حاصلٌ لا محالة، وقد يفقد الراعي بعضًا من “الغنمات”. فاستنجد متوسّلاً، بالعمّ (جدّي أبو أسعد) وقال: “دخيلك يا أبو أسعد خلّصني من هالمصيبة، راحوا غنماتي يا مصيبتي السودة”. فما كان من العم أبو أسعد إلاّ أن طَمْأَنَه، قائلاً: “ولا يهمك خيّي”. ووقف فاتحًا ذراعيه، وبصلابةِ صدرِه وعضلاتِه،كشفَ إصرارًا على مساعدة الآخرين. استقبل الصخرة الصغيرة، وأوقفها عن الدحرجة، بعد أن اتّخذ موقعًا قبل قطيع الغنم لكي يحميهم وراعيَهم من الإصابة. فشكره الراعي على المعروف الذي فعله، وقال له هذا جميل لن أنساه بحياتي يا أبو أسعد. وبعد هذه الحادثة، صمد أبو أسعد لمدّة أسبوع طريح الفراش، وكانت المعاناة والآلام داخل الصدر، وبالطبع لم يكن حينها الطُبّ متقدّم، فلا صورة أشعّة تكشف عن خطورة الإصابة، ولا علاج ولا من يحزنون. بل كان أن “يحزنون” بعد هذا الأسبوع بأن توفّى أبو أسعد (رحمه الله)، وكلّ القرية كانت تحكي عن شهامته ونخوته لمساعدة الناس. وما لم أصدّقه عن جدّي، “خبريّة” بأنّه كان يمسح بإصبعيه (الإبهام والسبابة) العملة النقديّة، فتُمحى الكتابة المنقوشة على سطحها. وهذا بالتأكيد لا يُصدّق، فهذا من نسج مخيّلة الناس، الذين يهوون المبالغة وتضخيم الأمور.

كتابة تعليق

التحقق

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف