الإسلام السياسي

مايميز هذا الكتاب أن كاتبه جمع بين التجربة العملية مع الحركات الإسلامية لفترة زادت عن العشرين سنة، والدراسة النظرية كباحث في المناهج المعرفية، فدراسة الإسلام السياسي وفهمه ظلت تتراوح بين دراسة تاريخ هذه التيارات، أو النظر في سياقات نشأة وتأثر هذه الحركات بالظروف الاقتصادية والاجتماعية المحيطة بها، كما يدل على ذلك اختلاف مسار هذه الحركات من دولة لأخرى، أو دراسة هذه التيارات من خلال مناقشة أسسها الفكرية؛ شمول الإسلام، نظرية الحاكمية، علاقة الدين بالسياسة؛ أي البحث عن المنطلقات الفكرية التي تتجاوز الاختلافات التي دل عليها تباين السياقات. والبعض يحاول دراسة مدى نجاح أو فشل هذه الحركات دون وجود نموذج يمكن من خلاله بناء مؤشرات حقيقية توصل لتقييم علمي لهذه الحركات. نموذج يدرس الإسلام السياسي كتيار يربط المجتمع بقيمه الأساسية، ومن ثم يصل المخيلة المجتمعية بفتوة وعظمة الحضارة الإسلامية. هذا الكتاب يسعى لفهم الإسلام السياسي في سياق النظرية العلمية التي تحكم العالم؛ ويفترض أن الإسلام السياسي كأي نظرية يمر بالمراحل التي تمر بها أي فكرة؛ بدأ بنموذج ثوري وهو ما قام به حسن البنا في نظريته الحركية وكيف تأثرت بالنظرية التطورية في علم الاجتماع، وقد تحولت هذه النظرية لنموذج سائد حصر الإسلام السياسي في أيديولوجيا مغلقة؛ الأمر الذي ظهر جليا في الصراع العنيف المرير في الخمسينيات والستينيات بين التيار الإسلامي والتيار القومي، مما يعني الأزمة الأخيرة تأتي في إطار تغير في النموذج الحاكم للتيارات الإصلاحية. فبعد الجدلية بين النموذج الذي وضعه حسن البنا وتحول النموذج في بنيته الفكرية لأيديولوجيا مع سيد قطب؛ ساد هذا الأخير لعقود مضت، لكن التغيرات التي شهدها العالم في تسيعينات القرن الماضي جعلت هذا الفكر يبحث عن نموذج أكثر تفسيراً ومواءمة مع الواقع؛ هذا التي التصور يمكننا أن يفسر الأزمة الحالية للحركات الإسلامية ويضع سيناريوهات لمستقبلها كما بين هذا الكتاب. د. نزار ميلاد الفرطاس، قيادي سابق في عضو جماعة الإخوان المسلمون، مدیر مرکز بیان للدراسات في ليبيا، وعضو مؤسس نائب رئيس الهيأة العليا السابق لحزب العدالة والبناء الليبي، بعد تجربة طويلة من المعايشة والبحث مع الجماعات الإسلامية، يقدم تفسيره لما يحدث لهذه الحركات في العالم الإسلامي، مستعينا بأدوات بحثية اجتماعية وفلسفية، الدكتور نزار استشاري في المجال الطبي، وباحث مستقل لدى مجموعة من مراكز الدراسات، له عدة دراسات محكمة في علوم السمتقبليات، الحكم الرشيد والجماعات الإسلامية والعلاقات الدولية،وله عدة مؤلفات منها؛ ليبيا التي تحلم، طبائع الديمقراطية، مؤشرات قرءانية: نموذج لدراسة المجتمع.