الإعلام والجمهور النسائي المشكلات المهنية والاجتماعية

شهدت الجامعات المصرية خلال نصف القرن الأخير تزايدًا ملحوظ في إعداد الطالبات مما أسفر عن بروز العديد من الكوادر الأكاديمية النسائية في مختلف مجالات المعرفة العلمية فضلًا عن تبوء المرأة للمواقع الإدارية والأنشطة الرياضية والثقافية في معظم الجامعات المصرية. ورغم هذه القفزة النوعية التي حققتها المرأة المصرية في حقل التعليم الجامعي والتي تشير إلى بلوغهن نسبة 35% من أعضاء هيئة التدريس في الطب والهندسة والعلوم 42% في العلوم الاجتماعية والإنسانية علاوة على تزايد نسبة الطالبات حيث تراوحت بين 60% في الكليات العلمية و80% في كليات العلوم الإنسانية والاجتماعية (الآداب والحقوق والآثار والإعلام والتربية والتجارة.. الخ) إلا أن البحث العلمي الاجتماعي ووسائل الإعلام لم تولى هذا القطاع ما يستحقه من دراسة وتحليل سعيًا للتعرف على منظومة العلاقات والقيم والمشكلات والمعوقات المهنية الاجتماعية التي تعترض الأداء العلمي والمهني للشرائح النسائية في الجامعات المصرية كذلك في ضوء تصاعد دور وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية والمسموعة والالكترونية وتأثيرها الحاسم في تشكيل اتجاهات المرأى العام ومكونات الوعي الجماعي لدى الأفراد والجماعات وتشير الدراسات التي أجريت عن الصورة الإعلامية للجامعات المصرية إلى تهميش صورة المرأة الجامعية كأستاذة وطالبة وإدارية وتسليط الضوء فقط على القضايا والأحداث الجامعية ويصبح السؤال المطروح ماذا قدم الإعلام للمرأة في الجامعات المصرية؟ وهل يسعى الإعلاميون وصناع السياسات الإعلامية بجدية واستنارة لإبراز المشاركة النسائية في مختلف الأنشطة الجامعية والسعي لتنمية الوعي الجماعي والسعي لتوعية النساء بحقوقهن وأدوارهن وتشجيعهن على المشاركة الإيجابية في تنمية المجتمع الجامعي أم يكتفي الإعلام برصد ومتابعة الأطر العامة للمنظومة الجامعية مع تسليط الضوء على بعض الرموز البارزة في الجامعات المصرية؟ كذلك تبرز على الجانب الآخر أهمية رصد وتحليل علاقة المرأة الجامعية بوسائل الإعلام مقروءًا ومسموعًا ومرئيًا وإلكترونيًا وتأثير ذلك على وعى وأداء الجمهور النسائي وتشكيل مواقفهن من قضايا الجامعة والمجتمع.أهداف الدراسة:تهدف الدراسة إلى إنجاز ما يلي:أولًا: إجراء مسح اجتماعي– ثقافي للخريطة النسائية بالجامعة يتضمن الملامح الديموجرافية لمختلف الشرائح النسائية التي تعمل وتشارك في الأنشطة الجامعية سواء في تلقى العلم أو إنتاجه ونشره وتدريسه أو في ممارسة (الوظائف والخدمات المرتبطة بالتعليم الجامعي والبحث العلمي).ثانيًا: التعرف على السمات والخصائص التي تتميز بها الممارسات والعلاقات العلمية والتعليمية والوظيفية للشرائح النسائية المختلفة (الطالبات – عضوات هيئة التدريس – الموظفات).ثالثًا: التعرف على المشكلات والمعوقات التي تعترض الأداء العلمي والمهني للشرائح النسائية التي تتلقى العلم وتشارك في التدريس والبحث العلمي والوظائف الإدارية والخدمية بالجامعة.رابعًا: رصد وتحليل العلاقة بين الجمهور النسائي في الجامعات المصرية ووسائل الإعلام من حيث مدى استخدامها لهذه الوسائل، ومدى اعتمادها عليها، ودورها في تشكيل اتجاهاتها نحو القضايا المجتمعية مقارنة بوسائل المعلومات الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي.