إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

    السعر
  • 55.95 SAR

  • 62.17 SAR

    -10%

السعر بدون ضريبة : 48.65 SAR

يشحن من عمان (20-30 يوم عمل)

يعدّ كتاب الدروع البشرية فريدًا في موضوعه، دقيقًا في سبره التاريخي. تتركز فصوله الاثنان والعشرون على بحث ظاهرة التترس البشري خلال الحروب بنوعية الطوعي والإجباري، وبصنفيه السلمي والحربي، والمفارقات الدقيقة بين اعتبار "الدروع البشرية" واحدة من الشخصيتين الرئيستين في الحروب، وهما المقاتلون والمدنيون، من عدمه، وكيفية تلاعب بعض الدول المعتدية بخبث بهذا المفهوم قانونيًّا لإباحة قتل المدنيين خلال الحروب. كما يعرض الكتاب أمثلةً من التترس قديمًا وحديثًا في الدول والأجناس والأعراق قاطبة. يقع الكتاب في 392 صفحة، شاملةً ببليوغرافيا وفهرسًا عامًّا.  يستهلّ غوردون وبيروجيني كتابهما، على غرار ما فعلاه في النسخة الإنكليزية، بمقتطف لا يخطئ الأنفُ رائحةَ الطرفة العنصرية فيه، وهو من رواية الكاتب الإيطالي كورتسيو مالابارته (Curzio Malaparte) الجلد (The Skin) (1949). تهزأ الطرفة باتخاذ رجال شمال أفريقيا العرب نساءهم وأطفالهم دروعًا بشرية مع غزو الأميركيين بلادَهم ونشرِهم الألغامَ عبر التضاريس، وبتسييرهم راكبين خيلَهم، زوجاتِهم الراجلات أمامهم وليس في الخلف كما كانوا يفعلون، لا لاحترام لهن ولكن بسبب الألغام، ملمِّحًا في هذا إلى أن معاملة هؤلاء نساءهم وأطفالهم بإهانة باتت أكثر سوءًا بعد الغزو الغربي.  كتب مالابارته الجِلد منذ ثلاثة أرباع القرن، ولكنْ حتى يومنا هذا، وعلى الرغم من زوال الاستعمار واندماج دول شمال أفريقيا المستقلة في "أسرة الأمم"، لا تزال استعارة "الرجال العرب ذوي البشرة الداكنة الذين يتخذون من نسائهم وأطفالهم دروعًا بشرية" واسعة الانتشار. ومنذ أن شُنت الحرب على الإرهاب، اطّردَ التذرع بشخصية الدرع البشري لتبرير العنف الزعاف ضد المدنيين الأبرياء، فالمحللون العسكريون الأميركيون كانوا منهمكين في تقاريرهم خلال هجوم البحرية الأميركية على مجمّع للقاعدة في جنوب اليمن قُتل فيه عشرة نساء وأطفال، بتحديد ما إذا كان الإرهابيون يتّخذون النساء والأطفال دروعًا بشرية أم لا، وكأنهم يمهّدون لتبرير قتل المدنيين.  المنطق الضمني من النص جليٌّ: لئن لقي أطفالٌ ونساء حتفَهم في الهجوم، فهذا جُرمٌ تعود جريرته على "القاعدة"، لأن مقاتليه اتخذوهم في ما مضى دروعًا بشرية، لكن فات أولئك أن "النساء والأطفال" عاشوا دهرًا في المجمّع ولم يتحولوا دروعًا بشرية، بل أُطّروا بعد الهجوم لتحويلهم إلى دروع.  حين أجرى الباحثان بيروجيني وغوردون تحقيقًا عن عبارة "درع بشري" في صحف كبرى ووسائل إعلام، وجدا أن البلاد التي شاعت فيها الاتهامات بالتترس البشري أكثر هي المستعمرات السابقة في الشرق الأوسط وآسيا، كالعراق ولبنان والأراضي الفلسطينية وسورية واليمن وأفغانستان وسريلانكا، وأن الغالبية العظمى من الدروع البشرية هي من أبناء العرب المسلمين، ففي الموصل أكثر من 100 ألف درع بشري، وفي الفلوجة أكثر من 50 ألفًا، أما في الرقة، وإن كان التترس قد حدث فيها بالفعل مع داعش، إلّا أن الصحف تصل في المبالغة حدَّ الحديث عن متاهة معقدة من الدروع البشرية وسط الألغام لمنع قوات التحالف من التقدم.

كتابة تعليق

التحقق

تخفيض على الكتب

40%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

30%

تصفح كتب العرض

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف