إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

الدين في القرار الأميركي

المؤلف محمد السماك
    السعر
  • 16.89 SAR

  • 21.11 SAR

    -20%

السعر بدون ضريبة : 14.69 SAR

يشحن من عمان (20-30 يوم عمل)

على الرغم من أن دستور الولايات المتحدة الاميركية ينص على فصل الدين عن الدولة، فإن دور الدين لم يغب عن عملية اتخاذ القرارالسياسي الأميركي، خاصة عندما كان القرار يتعلق بالشرق الأوسط. إلا أن هذا الدور كان يتراجع إلى حد الانحسار، أو يتقدم إلى حد الانفجار، تبعاً لمدى ابتعاد أو اقتراب الرئيس الاميركي نفسه من حركة الأصولية الانجيلية الاميركية التي تطلق على نفسها اسم " الصهيونية المسيحية". سبق لي أن اشتغلت على ثلاثة كتب عن هذه الحركة، فألفت كتاب "الصهيونية المسيحية" وترجمت كتابين عن الانكليزية للكاتبة الكبيرة المرحومة غريس هالسل Grace halsell، التي عملت في البيت الأبيض كاتبة لخطابات الرئيس الأسبق ليندون جونسون. الأول: هو " النبوءة والسياسة" prophecy and Politics والثاني: هو "يد الله" Forcing God's hand Why Millions Pray for a Quick Rapture and Destruction of Planet Earth وقد صدرت عدة طبعات عن كل من هذه الكتب عن دار النفائس في بيروت وعن دار الشروق في القاهرة. هنا أود أن أسجل الملاحظة التالية، وهي أن الكثيرين من المفكرين السياسيين ومن المهتمين بالشأن السياسي العام لم يأخذوا أدبيات هذه الحركة الصهيونية المسيحانية مأخذاً جدياً، بعضهم سخر منها، وبعضهم الآخر قلل من أهميتها، وأكثرهم تجاوز عن خطرها، إلى أن تولى الرئيس الاميركي جورج بوش الابن سلطة الرئاسة في الولايات المتحدة. فقد استلهم مواقفه سواء بإعلان الحرب العالمية على الإرهاب، بعد ونتيجة للعمل الإرهابي المروع الذي استهدف مدينتي نيويورك وواشنطن في 11/9/2001، إو بإطلاق يد الجنرال شارون، رئيس الحكومة الإسرائيلية، لارتكاب المجازر الجماعية ضد الشعب الفلسطيني وانتفاضته في الضفة الغربية وغزة، أو بإعلان الحرب على العراق واحتلاله. استلهم هذه المواقف، من أدبيات هذه الحركة التي يؤمن بها كما يقول قساوستها المقربون منه، وكما يقول هو نفسه أيضاً. أما محور أدبيات هذه الحركة فهو الإيمان بنهاية كارثية كونية قريبة يكون الشرق الأوسط مسرحها. وثمة ملاحظة ثانية لا بد منها تتعلق بالصفة المسيحية لهذه الحركة إن المسيحية في قيمها ومثلها وتعاليمها تتناقض كل التناقض مع ما تدعو إليه هذه الحركة من تعاليم وما تبثه من قيم، ثم أنها حركة تتهجم على الكاثوليكية وتتطاول على البابا، وهي تتنكر ليس فقط للكنائس المسيحية المشرقية وخاصة الأرثوذكسية، ولكنها، كأي حركة أصولية دينية أخرى، تعتبر كل من هو خارجها محروماً من نعمة الخلاص. أما الملاحظة الثالثة فتتعلق بـ "إنجيليتها" صحيح أن هذه الحركة خرجت أساساً من التيار الديني الإنجيلي العام، إلا أنها خرجت عليه أيضاً، حتى إن الكنائس الإنجيلية الكبرى تقف من هذه الحركة، لاهوتياً وسياسياً، موقفاً سلبياً ورافضاً ، كالكنيسة المشيخية، والكنيسة الميثودية وسواهما، ويلتزم بهذا الموقف أيضاً المجلس الوطني لكنائس المسيح في الولايات المتحدة، الذي يضم مجموعة كبيرة من الكنائس الإنجيلية إلى جانب الكاثوليكية والأرثوذكسية. كان لا بد من هذه الملاحظات الثلاث التباين الكبير بين مواقف الحركة الصهيونية المسيحانية وبين الكنائس الأميركية المختلفة الاخرى، من قضايا الشرق الأوسط عامة، وتحديداً من الصراع العربي- الإسرائيلي. إن بيانات التعاطف مع الشعب الفلسطيني، وبيانات رفض وشجب الحرب على العراق، وبيانات التنديد بمبدأ العقاب الجماعي رداً على عملية 11/9/2001م، التي صدرت عن رؤساء الكنائس منفردين، وعن المجالس الكنسية الأميركية والعالمية مجتمعة، تتناقض مع الدورالذي مارسته هذه الحركة في التأثير المباشر على عملية صياغة القرارات الأميركية تعاطفاً مع اسرائيل وتغطية لجرائمها، ودفعاً للولايات المتحدة نحو الحرب على العراق، وبجعل الحرب على الإرهاب حرباً على الإسلام. لقد التزمت في هذا العمل على تجنب ترداد ما ورد في كتبي الثلاثة، وعندما اضطررت إلى الإشارة إليها اكتفيت بتسجيل ذلك في الحاشية. لم أتحدث عن الصهيونية- اليهودية إلا لماماً، فموضوعي هنا هوعن الصهيونية غير اليهودية. ولقد تناولت بدايات ومنطلقات وأدبيات هذه الحركة في كتابي " الصهيونية المسيحية" ولذلك لم أشأ العودة إليها مرة جديدة. فركزت في هذا الكتاب على مقومات الربط بين الدين والسياسة في عقيدة هذه الحركة ابتدأ من القرن الثامن عشر، كمدخل لفهم البعد الديني في القرار الأميركي المعاصر. وقدمت نماذج عن مدى تأثير هذه الحركة في صناعة القرار السياسي الأميركي في عهود رؤساء أميركيين سابقين، وخاصة رونالد ريغان وجيمي كارتر كمدخل إلى عهد الرئيس جورج بوش الابن. وفي اعتقادي أن إلقاء الضوء بموضوعية علمية جادة على خلفية القرارالأميركي في الشرق الأوسط، وعلى دور الحركة الصهيونية المسيحانية (الصهيونية المسيحية) في بلورته وحتى في صناعته، يمكن أن ينير الطريق أمام المسؤول العربي، وأمام الباحث العربي، لفهم المشاكل التي تواجه العلاقات العربية الأميركية والإسلامية- الأميركية، بعمق وبشمولية، ومن ثم لمقاربتها- وتالياً لمحاولة تحسينها وإصلاحها- من غير زاوية المصالح سلباً أو إيجاباً، وبكيفية مختلفة عما جرى حتى الآن. ملاحظة أخيرة لا بد منها، أجد من المفيد التأكيد عليها رغم أنني أشرت إليها في كتابي "الصهيونية المسيحية" وهي أن هذه الحركة على الرغم من النفوذ القوي الذي تتمتع به في الولايات المتحدة، فإن التيارالمسيحي الأميركي العام معارض لها، كما أن رؤساء أميركيين كثيرين أبعدوها وابتعدوا عنها، مثل الرؤساء دوايت أيزنهاور، وجورج بوش الأب وبيل كلنتون، وهذا يعني أن ثمة آفاقاً مفتوحة أمام العالمين العربي والإسلامي للعمل وللتحرك، ولرفض منطق الاستسلام للأمر الواقع. ثم إن الكنائس في العالم العربي، الكاثوليكية والأرثوذكسية والقبطية والإنجيلية، قادرة ومؤهلة لأن تلعب دوراً إيجابياً وبناء في العمل المشترك من أجل إقامة شبكة من العلاقات العربية- الأميركية، والإسلامية- المسيحية داخل الولايات المتحدة نفسها، وخارجها، من شأنه أن يكبح جماح حركة الصهيونية بوجهيها اليهودي والمسيحاني. إن العلاقات العربية- الأميركية علاقات مريضة، وقد اشتد هذا المرض بعد عملية نيويورك وواشنطن الإرهابية، وبعد الاجتياح الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة وبعد غزو أفغانستان، وبعد الحرب على العراق. ولأنه لا مصلحة للعالمين العربي والإسلامي باستعداء أميركا، إو بإفساح المجال أمام إسرائيل للاستفراد بصداقتها، ومن ثم لتأليبها ضد قضايانا ومصالحنا، فإن من المحكمة تشخيص المرض ومعالجته، وأملي هو أن يساهم هذا الكتاب في عملية التشخيص... بهدف المعالجة وليس الاستسلام للمرض.

كتابة تعليق

التحقق

تخفيض على الكتب

50%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

20%

تصفح كتب العرض

كتب ذات صلة

Saudi Business Center

موثق لدى منصة الأعمال

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف