إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

الذات والنسق : مساءلة البنى الأولية لمنزلة المعقولية في فلسفة هيغل

المؤلف يوسف أشلحي
    السعر
  • 63.34 SAR

  • 70.38 SAR

    -10%

السعر بدون ضريبة : 55.08 SAR

يشحن من عمان (20-30 يوم عمل)

سيدفع بفيلسوف معاصر من طينة ميشيل فوكو (M. Foucault) إلى اعتبار هيغل علامة فارقة في تاريخ الفكري البشري عامة، والفلسفة القارية خاصة؟ وذلك عندما حدّث وقال: «لا يعْدو أن يكون عصرنا هذا، كما يشي بذلك المنطق أو الإبستمولوجيا، أو كتابات ماركس أو نيتشه، مجرّد محاولة للانفلات من قبضة هيغل». وبهذا حقّ القول إنه استوى أن تفكّر مع هيغل أو ضده، ولكن لا يمكن التفكير دونه. ولئن شئنا أن نسبر أغوار هذا القول الفوكوي، ونفصّل في المقاصد التي تُجملها هذه القولة، أمكن القول إن الحضور الكثيف والأثر الثقيل الذي مارسه الفكر الهيغلي على جملة التصورات الفلسفية التي أعقبت طوره، وهو يُتمّم الشطر الأخير من لبنات الفكر الحديث، ليطلّ عبر منعرج فكري طريف على مدارج الفكر المعاصر، يشي بأنّ فكره يستوثق من عناصر الفكر الحديث، بقدر ما يكتنز في رحمه المخاضات التي سكنت التفكير الفلسفي المعاصر، وهو بذلك يضع قدماً راسخةً في معمعة الفكر الحديث، وفي الوقت نفسه يضع قدماً أخرى في المعارك الفكرية التي ستهُبُّ على الفكر المعاصر، وتدبّ في صميم الإشكالات العملية التي خاضت فيها –وما زالت تفعل- مختلف التصورات الفلسفية الراهنة. قد لا تعوزنا الأدلة، ونحن نعاين منزلته الفكرية، ووقع أفكاره على موجات التفكير الماركسي، أو في التصورات الأنطولوجية لدى كيركغور بدءاً، ولدى هايدغر لاحقاً، أو في التوجه الفينومينولوجي الذي جذّر معالمه الفيسلوف إدموند هوسّرل، أو في المنهج التأويلي الذي قعّده جورج هانز غادامر على نحو فلسفي. ومن يعاين المُنجز الفكري، الذي جاد به رواد النظرية النقدية (مدرسة فرانكفورت)، ستتّضح له قيمة وحجم الحظوة الفكرية الفائقة التي يتنزّلها الفكر الهيغلي في السبك الفكري الذي طبع هذا التوجّه من الجيل الأول (ث. أدورنو، م. هوركهايمر، ه. ماركيوز...) إلى الجيل الجديد الذي لا يزال على دأب حثيث حريص أشدّ الحرص على تحيين المدوّنه الفلسفية الهيغلية، وبالأخص في شقّها العملي برفقة المشارب الفلسفية التي تُنصّب أصول القول الهيغلي حكماً لها فيما هي مُقبلة عليه من تأصيل النظر للمشكلات العملية التي تطوّق مجرى المجتمعات الراهنة؛ كما نعاين ذلك لدى يورغن هابرماس، وبصورة بارزة لدى فيلسوف الاعتراف أكسل هونيث (Axel Honneth وبما أن طور يينا يمثّل مستهلّ الحدث الفلسفي في ممشى التفكير الهيغلي خاصة، كما يشكّل منعطفاً حيوياً في مجرى الفلسفي المديد عامةً، فلنا أن نقف وقفة متأنّية نسائل بموجبها طبيعة هذا الحدث ونبيّن بواعثه وأغراضه، كما سنقف عند الوعود والحدود التي ثواها برنامج التفكير الهيغلي في هذه الفترة تحديداً (أولاً). وبناءً على الرصد التقويمي لطبيعة الحدث الفلسفي الذي أصّله في هذا الطور الحاسم من حياته الفكرية، سنمضي إلى رسم الدور الحاسم الذي فسَلته هذه الفترة فيما أعقب هذه الفترة الزاخمة من أطوار سيهذّب فيها هيغل نسقه ويهتدي فيها إلى إخراج النسخة النهائية من فينومينولوجيا الكّلي (ثانياً). لننظر في المقام التالي: كيف أسهم هذا الحدث الفكري في تحفيز موجات التفكير بعدئذٍ، لتنتقل من مقام الحدث الذاتي نحو الحدث اللامتناهي. وبهذا التأويل الكثيف الذي انصبّ حول أصول التفكير الهيغلي وضروب قوله، سنتحرّى حول مدى اقتدار النظم التفكيري الذي أعقب ختم نسق المثالية الألمانية مع هيغل وشيلنغ في نقل مجرى التفكير من المنطق الدائري، ومن النسق المسيّج إلى فضاء التفكير المفتوح الذي يرتكز على خطاطة نسقية جاهزة سلفاً، أو يتكئ على مبادئ قبلية راسخة ونهائية، بقدر ما تولّي هذه الأنظار الفكرية بوصلة تفكيرها جهة المنهل الفكري الهيغلي، كما هي فاعلة الأمر نفسه مع الأبنية الفكرية الراسخة والفارقة في المُنجز الفكري البشري، لعلّها تهتدي إلى التوقيع على حدثها الفكري الخاص، وتتمكّن من جعل مسالك تفكيرها تضرب بنظر راسخ وحيوي في الراهن الذي تنتسب إليه (ثالثاً). ولنا في نهاية المطاف أن نكشف، بشكل وجيز، عن مجرى التفكير النسقي بعد تمام الأنساق الكبرى ونفاذ تقليدها (رابعاً). التساؤلات: ماذا تبقّى من سؤال الذات في التفكير الراهن، وما طبيعة التدبير الفكري الذي يغشى الذات في أفق العالم؟ وماذا تبقّى للنسق من نصيب منهجي في خطط فلاسفة اليوم؟ ولئن كان هنالك من حاجة تذكر لفكرة النسق في برنامج التفكير الفلسفي، يمكن أن تعزا بالدرجة الأولى إلى المهمّة التي تقع على الذات المفكرة فيما يتّصل بإخراج خطّة التّفلسف من نطاق التفتّت المطلق الذي يعتري مصنفات العلوم الإنسانية والاجتماعية، ويطبع تاريخ العلوم؛ إذ ليس لها أن تشقّ سبيلها في معزل عن مجرى هذه العلوم، أو تبلور ذاتها بمحيد عنها أو علٍ منها، بقدر ما عليها أن تشدّ الرباط الوثيق بينها، وهي تهمّ نحو تحصيل فهم سديد للتعيّنات الحدثيّة التي تطبع مجرى الوجود، وتعتري مختلف التمظهرات التي يزخر بها العالم. وإن كان هذا هو الحال بالنسبة إلى راهنية النسق، فإنّ مسألة الذات تستوجب أن نستأنف المساءلة الفلسفية حيالها على النحو الآتي: نقد انكشاف الذات ومآلها في طورها الغربي، مع بيان كيفية الخروج من الحوائل النظرية التي تعتريها، وذلك في سبيل أن تستوي على هيئة الكلّي، كما اشرأبّت إلى ذلك جملة المشاريع الفلسفية في نطاقها القاري والأنجلوسكسوني. أمّا من جهة ثانية، فيتوجّب علينا أن نقف وقفة استشكالية على مقام الذات في الفكر العربي الإسلامي، ونتبيّن العوائق التقليدية والحالية التي ما فتئت تخنق زمامها وتكبّل تحرّرها؛ ولعمري إنّ هذا ما يجعل مجرى التفكير عندنا يتّخذ طابعاً و«ضعانياً»، ويحول دون انعتاق السؤال الفكري من الأفق الخاص الذي تدور في فلكه الذات، والحال أنّ مهمة العقل أفسح من أن يضيّق على نفسه فسحة النّظر في رحاب الكون الشاسع، أو يرهن نفسه في خصوصية الذات دون وصلها بالإنسان ككل، وبالعالم على نحو مطلق.

كتابة تعليق

التحقق

تخفيض على الكتب

40%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

30%

تصفح كتب العرض

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف