إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

السقوط في التشيؤ: الشعر في قبضة التشيؤ

    السعر
  • 105.57 SAR

السعر بدون ضريبة : 91.80 SAR
إذا كان الكوجيتو الديكارتي المشهور"أنا أفكِّر إذن أنا موجود"، يشكّل سيمياءَ الاعتراف بأهمية الفكر للوجود البشريِّ، فإن "الكوجيتو" الذي تذهب إليه هذه الدراسة هو: "أنا موجودٌ إذن أنا أتشيّأ!" وليس معنى هذا محاكاة حرفية أو مسخاً لتلك المقولة الديكارتية، ولكنها رؤية وقراءة فكرية لهذا "الموجود" الذي يقع في خلاف مع (ماهيته)، فيتشيَّأ. وهي رؤية نابعة من قراءات مكثَّفة للفلسفة والفكر والأدب، ومن تصوُّر هذا الوجود الذي حار الفلاسفة والمفكرون في تفسير كُنْهه، بما أنه ينتهي إلى الموت والعَدْم، أو إلى المحو والزوال. وما دام الأمرُ كذلك فيجب على الإنسان أن يسعى لامتلاك وجوده بالعلم والمعرفة مع تحقيق متطلبات الروح؛ لأن عدم الموازنة بين متطلبات الروح وأهواء الجسد، يوقع الإنسان في متاهة، هكذا يصير وجود الإنسان ثقلاً عوضاً من أن يكون خِفَّة؛ والشعور بالثِّقلِ ربما يكون علامة من علامات الإحساس بالتَّشيُّؤ، الذي يحدث اختلالاً بين الوجود والماهية. حتى الشاعر الذي يبدع كلماته بحُلمه وخياله فتمنحه خفة آنية- تصبحُ عبئاً عليه، بعد أن كانت طَوْعَ يديه، فيتشيّأ أمامها، يصير صورةً منها، نسخة خائنة/ نسخة سيمولاكر/غير أصلية، ويظلُّ يَحْلُمُ بالنُّسخة الأيقونة، بعد أن كرَّس عواطفه ومشاعره وخياله وأدواتِه اللغوية التي كانت طَوْعَ بنانه، فأصبحت حُجَّةً عليه لا له، بل بات عبداً لها؛ مفعولاً به عوض أن كان فاعلاً. هكذا نفهمُ معنى أن يَسْكُنَ الشَّاعِرُ لغته، أو أن تصيرَ اللغةُ موطنَه، بدل الوطن المحلومِ به، يستعذبُ إطالة الطريق الدائري ليؤجل الوصول؛ لأن المتعة في الرحلة وليس في الوصول.

كتابة تعليق

التحقق

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف