إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

    السعر
  • 14.08 SAR

السعر بدون ضريبة : 12.24 SAR
الثقافة هي التجسيدُ الفعليّ لميل النوع البشري نحْو التمييز عن الطبيعة، وبالتالي عن الحيوان، وبما أن هذا الميلَ يسكن ثقافة النوع البشري، فإن الثقافة تتجه نحو ترويض الطبيعة تحقيقاً لذلك، سواء تعلق بالأمر بالطبيعةِ الخارجية أو بالطبيعة الداخلية.لكن الثقافة كثيراً ما تصطدم بالطبيعة - وبخاصة الطبيعة البشرية - وتُصَادِمُها حيث تصبح تحكَماً تعسَفياً في طاقة الحياة (فرُويد) وحرماناً للإنسان من المتعة واللذة باسم قيم عُلْيَا (نِيتْشَه) أو تسخيراً للجسم والجنس خدمة لأهداف الحضارة (ماركُوز).وقد ارتأينا الإنفتاح على نقاش تقليدي في تاريخ الفكر، وهو الصراعُ بين الفطري، أي ما ينتمي إلى الطبيعة، وبين ما هو مُكتسَب أي ما ينتمي إلى المجتمع والثقافة وما يتوصل إليه بالتعلَم وليس ما هو مُعطَى قبلياً.وإذا كانت النصوص المقدمة هنا توسع إلى حدٍّ ما إشكالية العلاقة بين الطبيعة والثقافة وتخرجُ بها عن إطارها التقليدي، إطار الإشكالية الأنتربولوجية، فإن هذا التوسيع من شأنِهِ أن يسلّط أضواء أخرى على الإشكالية ويخرج بها من الدائرة البدائية، دائرة إنفصالِ الثقافة عن الطبيعة لتكشف عن الآليات المستمرّة للصراع بين الطبيعة والثقافة، سواء في تكييف الثقافة للطبيعة أو في ردُود فعلِ الطبيعة ذاتها على الثقافة.

كتابة تعليق

التحقق

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف