العدل في الرؤية التوحيدية للوجود

يعتبر كتاب "العدل في الرؤية التوحيدية للوجود" لمؤلفه سماحة العلامة الحجة والمجاهد المحقق الشيخ محمد الريشهري من أهم الكتب التي تطرقت إلى فلسفة العدل الإلهي، وقامت بمناقشة هذا الموضوع الحساس والمهم على أساس علمي متين، فقد عالج فيه المؤلف مختلف القضايا التي تتعلق بهذا الأصل الإسلامي، مستعرضاً أهم الآراء التي قيلت في ذلك بأسلوب ممتع ومشوق، مورداً الأدلة القاطعة على العدالة احتوى هذا الكتاب على أقسام ثلاثة، كان الأول منها متعلقاً بمفهوم العدل الإلهي في الإسلام، وقد بحث فيه المؤلف الفرق بين أصول الدين والمذهب، معرفاً فيه ما هو الدين وما هو المذهب. وضوابط تحديد أصول الدين وأدلتها، واعتبار العدل كأصل من أصوله.أما في القسم الثاني فقد استعرض المؤلف مسيرة العدل الإلهي في تاريخ العقيدة الإسلامية، وأورد الأدلة على عدالة الباري تعالى، وتطرق إلى مفهوم الظلم من خلال القرآن الكريم والسنة الشريفة، مستعرضاً تاريخ الظلم في الإسلام، ومؤامرة سلخ العدالة الإلهية عن طريق اختلاف ووضع الأحاديث، كذلك تطرق المؤلف إلى تاريخ تدوين الحديث، وإلى أسباب منع تدوينه، وإلى عملية تسويق الأحاديث الموضوعة وأورد أمثلة من تلك الأحاديث، ثم قام ببحث كلامي وفلسفي شمل: إنكار الحسن والقبح والعقليين، ومحاولة تحريف معنى العدالة الإلهية، وجعل الظلم بمثابة العدل، وابرز الموقف الذي وقفه مذهب التشيع تجاه التحريف المعتمد، ثم ذكر رأى المعتزلة حول مفهوم العدل الإلهي.وأما القسم الثالث من الكتاب فقد فصل فيه المؤلف الحكم والدروس المستلخصة من جراء وقوع المصائب والكوارث الطبيعية، ذاكراً فيه معايير تحديد الخير والشر وتباين المدرستين-التشيع والأشاعرة-في ذلك الأمر، ثم ذكر أصناف تلك المصائب والكوارث وأسبابها والتي يتعرض لها العالم كنتيجة طبيعية فعل الظالمين والمتسلطين والحكمة من إمهال الله تعالى لهم وفلسفة الاستدراج، ومصائب الخطاة وحكمها ومنها: التأديب الفردي والجماعي، ومعنى تأديب الله لأنبيائه، والحكمة والتمحيص والاختبار، والنتائج السلبية والإيجابية لتلك المصائب والكوارث وكونها تهدف إلى كمال الإنسان وصلاحه، كل ذلك قام ببحثه المؤلف بأسلوب علمي ذاكراً أهم الآراء الحديثة لعلماء النفس المعاصرين، ومستنداً على العشرات من المصادر القيمة في هذا الموضوع الجوهري والهام.