إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

    السعر
  • 20.06 SAR

  • 22.29 SAR

    -10%

السعر بدون ضريبة : 17.44 SAR

يشحن من عمان (20-30 يوم عمل)

 هو بمثابة احتفاء آخر بالكائن الإنساني الهش. وهو احتفاء يجعله أولا وأخيرا أمام مصيره. يجعله يحدق بدهشة في مستقبله الذي يراه الآن. إنها لحظة انكشاف و محاسبة. فالإنسان يتسلم فاتورة ما اقترفت يداه، وما أقدمت عليه أحلامه من توسع تم في االهزيع الأخير من ليالي حالكة الظلمة. لا شيء يحدث الآن، فحيل الإنسانية انكشفت. ولم يعد هناك أي متسع لأي مزحة أخرى. كل العتمات التي سار فيها مغمضا عينيه، ومطلقا العنان لأكاذيبه، تتحول إلى مساحات مكشوفة ومكسوة بآلاف المصابيح المعلقة التي لا تدع أي فرصة للتخفي المريب أو للتغاضي المتحامل على الحقيقة. هو وقت للترنح والإشرئباب بالأعناق. إشرئباب بدون جدوى، ما دامت الجدران تغطي كل شيء. فلا شيء لتراه الإنسانية، لأنها رأت كل شيء. ذلك أن ساعة الهدم بدأت. بدأت كي لا تتوقف. فالأصنام والأيقونات المزيفة تتساقط في كل مكان. إنه عصر جديد يبدأ. عصر سيصبح فيه الإنسان مجرد كائن بدون وجود حقيقي. فالآلة تقضم وجوده، وتصعب عليه حركاته، بعد أن سهلتها لزمن طويل. والكائنات الإنسانية تمشي في طابور طويل متحولة الى فزاعات لا تخيف أحدا. كل الرموز تسقط الآن، ولا أحاجي أو ألغاز في الأفق. لقد مضى زمن التواري خلف الأشجار مثلما يفعل الأطفال في لعبة الغميضة. كل شيء واضح ومكشوف. لقد مشت الإنسانية ألف سنة ضوئية في ليلة واحدة. لذلك استيقظ الإنسان ليجد أن الحياة قد تغيرت، وهو نفسه قد تغير. ولم يعد بوسعه سوى أن يخبط خبط عشواء كما لو كان في متاهة. متاهات تتكاثر وتتحد لتصبح جيشا عرمرما لا يمكن لأحد هزمه. فلا الفزاعات، ولا الأساطير القديمة تستطيع أن تفتح فتحات صغيرة في سقف الرؤية. فالفزاعات اقتنعت بضرورة أن تتنحى بعد أن تحولت الغربان إلى شياطين ومردة. ولذلك يجب أن تتقهقر مثل جيوش مهزومة، لن تستطيع خوض أي معركة بعد الآن.

كتابة تعليق

التحقق

تخفيض على الكتب

40%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

30%

تصفح كتب العرض

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف