إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

الفكر النائم: في نقد ومساءلة الشعرية العربية المعاصرة

    السعر
  • 92.37 SAR

السعر بدون ضريبة : 80.33 SAR
الفكر والخيال، في معناهما العامّ، اكتشاف وانبثاقٌ. في الشِّعر، يكونان بنفس المعنى، وبما يَتجاوَزُه، أي باعتبارهما خلْقاً وابتكاراً، لا فرصةَ للاستعادة والتّكرار في الشِّعر، لأنَّ كل استعادة، هي تعبير عن تبعية وخضوع لمثال سابق، وكل تكرار، هو صَدًى، لا مكان فيه للصَّوت، بل للذَّات الشَّاعِرة. الفكر يصير، تفكيراً بالجواب، والخيال يصير، خيالاً بالاقتداء، وعند هذا الحدّ ينتفي الشِّعر، وتنتفي الإضافة، كما ينتفي العقل الذي هو آلةُ الفكر والخيال في أن يكونا اكتشافاً وانبثاقاً. في هذا الوضع، الثَّقافة، كامِلةً، تصبح مَوْضِع تأمُّل ومُراجَعَة ونقد وتَساؤُل، وليس الشِّعر فقط، لأن الشِّعر هو جامع فكر وخيال، ومتى صار الفكر والخيال، أي العقل، عاجزاً عن الإضافة والابتكار، صار الإنسان رَهِينةً لعقل غير عَقْلِه، يتكلَّم بالمُعطى والمُسْبَق، أو بما لم يكن من إنجازه هو، ولا من كَدِّه ووَكْدِه. حالة من العَجْزِ، شاملة، يُعَبِّر عنها الشِّعْر، في هذين العنصرين، خصوصاً في أن يكون شِعراً ينتمي إلى زمنه، وإلى الفكر والخيال اللذين انبثق منهما، ما يعكس حالة من البؤس، يكون فيها اللَّاحِقُ، عالةً على السَّابق، وتوكيداً لنظريات بعض الشَّاعرِيِّين القدامى، ممن توهَّمُوا أنّ السَّابِق قال كلّ شيء، واللاَّحِق ليس سوى تابع لهذا السابق، يهتدي به، يسير في ضوئه، لأنّه لم يَعُد له ما يقوله، فكلّ شيء قِيل، في قولتهم المعروفة «ما تَرَك الأوَّل للآخِر شَيْئاً».

كتابة تعليق

التحقق

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف