إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

الكتابي والشفاهي في الشعر العربي المعاصر

    السعر
  • 92.37 SAR

السعر بدون ضريبة : 80.33 SAR
فالنظام المَعْرفيّ الذي حَكَمَ الرُّؤيَة البيانية، هو ما جعل من الشِّعر الجاهليّ، المثال الذي لا يحدث الشِّعر إلا به. لم يحدث هذا في الشِّعر فقط، بل طال اللغة أيضا. ولعل في النظر إلى بعض المعاجم القديمة، ما يُؤَكِّد هذا الوضعَ، ويجعل اللغة، بالتالي، "تحتوي على المعاني كلها". إننا بصدد ما يُسَمِّيه غادمير بـ"الوعي النِّظامي"، وهو ما يغلق الباب أمام كل مُقتَرح قادِم من المُستقبل، لأنّ ما حَدَث وكان، لم يعد يقبل الحدوث بغير ذاتِه. لا مجال لـ"اللعِب الحُرِّ"، أو لأيِّ مُقترَح "يَعْرِضُ نفسَه في وجوده الخاص" فكما تَمَّ حَصْرُ المعنى وتَأْبِيدُه، سَيَتِمُّ وضع حَدٍّ لكل أشكال "الخَرْق" أو "الانْحِراف"، أي بوضع قوانين تُسَوِّغ ما يحدث في «القصيدة» من جوازات، وتجعل الإقدام عليها "ضرورةً"، وليس اختياراً. هذا، ما حدا بالكِسائي، أن يُخْرِجَ "قصيدة" لعبيد بن الأبرص، وأخرى للأسْـوَد بن يعفر من بابِ الشِّعر، لِمَا طاوَلهما من تَزْحِيف، ومَيْلِهما إلى "الانكسار". المفاهيم التي بُنِيَتْ عليها «القصيدة»، أو بها تَسَمَّت، بما فيها مفهوم «القصيدة» ذاته، كلُّها تعود إلى نظام واحد. وفي مفهوم «القصيدة»، ما يُشير إلى شكل الخِطاب، أي إلى وَضْعِهِ الشَّفاهِيّ، عندما كانت القصيدة تُلْقى، أو تُلْفَظُ وتُنْشَد. خطاب يَشِي بآلياتِ اشتغاله. يشير إلى أوْضَاعِه، ويُحَدِّدُها من خلال مفهوماته ذاتها. ما يُلْقَى، وليس ما يُكْتَب، لأنّ الكتابة، حتى في حال وجودها، كانت تمثيلاً لوعي شَفاهِيٍّ، فهي لم تكن تَعِي الكتابة إلا كَرَسْم؛ كما يَعْتَمِلُ في اللسان. للِصَّوتِ فقط. أي أن الكتابة كانتْ تَدْوِيناً، ولم تكن تمثل وُجُوداً مُسْتَقِلا، يأْتِي من الصَّفْحَةِ ذاتِها، باعْتِبارِها دَالّاً من دَوالّ الشِّعْر، وهو ما كان ينسجم مع التَّصَوُّر التقليدي، الذي يُلِحُّ على أهمية الحُضُور، أي الصَّوت، وهامِشِيَة الغِيَاب، أي الكتابة، لأنَّ "حضور المُتكلم وراءَ صوته يضمن التَّحَكُّم بالمعنى والدلالة من غير التَّشْويه أو التحريف الذي يكاد يرتبط جوهرياً بالكتابة وآلياتها".

كتابة تعليق

التحقق

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف