صفحة من تاريخ لبنان الوفد الأول الى مؤتمر الصلح في باريس 1919

تاريخ موحد لوطن واحدكلمة الاستاذ ادمون رزق في تقديم كتاب " صفحة من تاريخ لبنان - الوفد الأول الى مؤتمر الصلح في باريس 1919" لمؤلفه القاضي أنور الحجار.صفحة من تاريخ لبنانيتناول هذا الكتاب حدثا تاريخيا يختص بالمهمة التي قام بها الوفد اللبناني الأول بتكليف من مجلس ادارة جبل لبنان في العام 1919، لعرض القضية اللبنانية على مؤتمر الصلح المنعقد في باريس بنهاية الحرب العالمية الأولى، وفي مقدمها استقلال لبنان وتوسيع نطاق جبل لبنان ليشمل حدوده التاريخية والجغرافية، بالاضافة الى مساعدة فرنسا كي تقدم العون اللازم لتقدم البلد ورقيه. ويلاحظ أن المعلومات المتعلقة بهذا الوفد وما قام به في باريس تبدو الى حد كبير غائبة عن الاهتمام والتداول بها وآيلة الى النسيان رغم أهميتها ووفرة المستندات والأصول التاريخية بشأنها.تألف الوفد الأول من خمسة أشخاص من العائلات الروحية في جبل لبنان هم: داوود عمون رئيسا واميل اده ونجيب عبد الملك وعبد الله الخوري سعادة وعبد الحليم الحجار أعضاء.فور وصول الوفد الى باريس بتاريخ 2 شباط 1919 قام بنشاطات ومداولات هامة وعرض قضية لبنان ومطالبه موضحا في نفس الوقت أن المساعدة الفرنسية كما وردت في المهمة "لا تتضمن بحسب مفهومنا أي تفريط بحقوقنا وأي تنازل عن استقلالنا" كما قدم الوفد الى المؤتمر مذكرة ايضاحية حول حدود لبنان الكبير، استنادا الى خريطة تضم ضمنها مدن طرابلس وبيروت وصيدا، وأقضية عكار وبعلبك وحاصبيا وراشيا ومرجعيون وكان عضو الوفد عبد الحليم الحجار موقف متميز تحفظ فيه على البند المتعلق بمساعدة فرنسا. وقدم الى المؤتمر مذكرة خطية، أكد فيها باسم المسلمين في جبل لبنان، على طلب استقلال لبنان  والحكم الديمقراطي المتحرر من كل شكل طائفي أو ثبو قراطي.في تلك الظروف أنهيت مهمة الوفد اللبناني الأول وأقصي عن المؤتمر 3 أذار  1919، أي بعد ثلاثين يوما من وصوله الى باريس. ولكن طلب استعادة لبنان حدوده التاريخية والجغرافية الذي قدمه الى المؤتمر بقي صامدا، ومهد الطريق لتحقيقه بمساع قام بها الوفد الآخر الى باريس برئاسة البطريرك الياس الحويك في العام الثاني 1920.ختاما، اعتبر المؤلف أن مسار تاريخ لبنان الوطني بدأ في العام 1919 وتلا ذلك اعلان دولة لبنان الكبير 1920 الى أن تمكن الشعب اللبناني من محو آثار الانتداب المفروض على لبنان، وتحقيق الاستقلال  1943 وصولا الى دستور  الطائف 1990 الذي اعتمد قواعد النظام البرلماني في الحكم ، ونص على الغاء الطائفية السياسية وفق خطة مرحلية مع استحداث مجلس شيوخ يختص بالأمور المصيرية (المادة 22 دستور). ولاحظ المؤلف بأسف أن خللا اعترى المبادىء والتوجيهات ذكرها، وأدى الى اهتزاز  المسار وانعكاسه سلبا على أوضاع الحكم في أكثر من مجال وجهة في السنوات الأخيرة.وقدم الوفد دعما بمطالبة امام المؤتمر الامامي خريطة تبين حدود لبنان الكبير من ضمن بيروت، طرابلس وصيدا، واقضية عكار وبعلبك وحاصبيا وراشيا ومرجعيون.