موسوعة عناصر العمارة الإسلامية 1/4

يمكن القول بأن الفن الإسلامي أخذ قوامه الروحي من وشط شبه الجزيرة العربية مهد الدين الإسلامي، أما قوامه المادي فقد تم صياغته في أماكن أخرى كان للفن فيها حياة وقوة حتى أصبح لهذا الفن الوليد الخصائص التي تميزه عن باقي الفنون والطرز السابقة أو التالية له في الظهور، ولعل أبرز فروع الفن الإسلامي التي تأثرت بالجانب الروحي هي العمارة والتي عنى المسلمون الأوائل أن تكون مهمتها الأولى خدمة الدين ومن ثم فقد تطورت العمائر الدينية تطوراً سريعاً وتعددت أشكالها ووظائفها فظهرت المساجد والمدارس والأربطة والخوانق والأسبلة، على أننا أردنا أن نتتبع تطور العمارة الإسلامية وعناصرها وجدنا أن المسجد هو حجر الزاوية فيها. ولقد ظهرن بعض المؤلفات التي حوت العديد من عناصر تفاصيل العمارة الإسلامية منها الذي استعرض وركز على تفاصيل العناصر المعمارية بالمباني والمساجد الأثرية فقط ومنها ما جمع بين الأثري والحديث وكلها مؤلفات ومراجع ممتازة بما تحويه من تفاصيل معمارية يحتاج إليها كل دارس أو باحث في هذا المجال، وقد حاولت في هذه السلسلة والتي ستصدر تباعاً بإذن الله أن أضع بين يدي الباحث والقارئ المحب للعمارة الإسلامية بعض عناصر وتفاصيل العمارة الإسلامية بأسلوب واضح وسهل يجمع بين القديم والحديث ويغطي في تنوعه بعض الجوانب والعناصر التي ربما لم تتعرض إليها بعض المؤلفات الحديثة. ومن هذه العناصر على سبيل المثال المحاريب والمنابر من عناصر المسجد، أو المشربيات في المساكن خاصة المعاصر منها، أو الأثاث الداخلي بما يحتويه من عناصر وتفاصيل متنوعة لا غنى عنها لتأثيث المسكن. وقد تم مراعاة أن يتم تجميع العناصر المعمارية ذات الصلة الوثيقة ببعضها البعض في جزء خاص بها من هذه الموسوعة، فالعناصر المعمارية الأساسية للمسجد في جزء، أما تفاصيل المداخل والأبواب والشبابيك والمشربيات فتقع في جزء آخر، أما الجزء الثالث فيحوي بين جنباته أم ما يتصل بعناصر التصميم الداخلي من أسقف وأرضيات وأثاث داخلي ووحدات إضاءة نحاسية.. وهكذا وهذا المنهج في التقسيم ييسر على الدارس أو القارئ أو حتى الحرفي الذي يقوم بتنفيذ هذه التفاصيل الدقيقة أن يركز على العناصر والتفاصيل التي تدخل في مجال اختصاصه أو اهتمامه، أو في دراسة وفهم كل مجموعة عناصر وتفاصيل من خلال التكامل والصلة الموجودة فيما بينها.