إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

    السعر
  • 87.98 SAR

السعر بدون ضريبة : 76.50 SAR
التاريخ وقرائته ومحاولة فـَهمه السبب الرئيسي وراء ظهور هذا العمل، فمنذ سنوات وأثناء دراستي لتاريخ المسيحية في بدايتها قابلت الكثير من النصوص اثارت جدلاً في ذهني، وصدمني – وقتها – عدم توفر أغلبها أو حتى معلومات عنها، وبدأت في تجميع المعلومات المتاحة عن كل عمل.. وظهرت فكرة جمعها في عمل واحد، مختصر بقدر الإمكان، مع محاولة التعريف بالنص والظروف المحيطة به.. ولأن التاريخ هو المحرك الأول لهذا العمل، فبدون شك أن تتبع التاريخ له دور في تبسيط بعض المفاهيم التي تبدو صعبة على الذهن، أو التي أصبحت الأن من المسلمات. فعلى سبيل المثال لفظ هرطقة وهرطوقي عندما نسمعه الأن أول ما يتبادر إلى الذهن صورة شخص شارد عن التعاليم القويمة والسليمة، ويسبب بافكاره ضرراً عظيماً للعقيدة وللمعطيات الإيمانية الأساسية، رغم أن قليل من التفكير أو بمجرد الرجوع إلى المعنى اللغوي للكلمة سيسقط مفهومنا تماما، وسيفاجئنا اكتشاف مدى الخطأ في هذا التعريف، فالهرطقة – وقد اخترنا هذه الكلمة لما تحمل الأن من معنى أحادي الجانب – في أصلها اللغوي تعني : ;انتقاء أو انتخاب أو اختيار لرأي ما مع تفضيله على غيره من أراء، ثم تطورت الكلمة عند اليونان المتأخرين وعند كتاب الرومان فأصبحت تستعمل للدلالة على مذهب من مذاهب الفلسفة أو مدرسة من مدارس الفكر، وأخذت الكلمة طريقها إلى الدين فصارت تطلق على الفرق أو الطوائف الفكرية المختلفة في داخل هذا الدين أو ذاك...; . فنحن أمام كلمة لا تحمل كل المعاني التي تتبادر لذهننا عندما نسمعها الأن، ولكن الوقائع التاريخية أضفت على الكلمة مفهومنا لها في هذا الوقت، وهناك كثير من الكلمات أضافت لها الأحداث التاريخية صوراً مختلفة عن معناها وجوهرها مثل الأبوكريفا، وهي الكلمة التي نحتاج لمعرفة معناها قبل الخوض في هذه النصوص.. والغريب في لفظ ;أبوكريفا; إنها الأن تستخدم للدلالة على تعريفات مختلفة طبقاً للطائفة التي تستخدمها؛ فعندما يستخدمها البروتستانت يقصدون بها أسفار: ;طوبيا ويهوديت والحكمة ويشوع ابن سيراخ ونبؤة باروخ والمكابيين الأول والثاني وتتمة أستير وتتمة دانيال;، رغم أن هذه الأسفار جزء من الكتاب المقدس لدي الأرثوذكس والكاثوليك، وعندما يستخدمها الأرثوذكس والكاثوليك يقصدون بها الأسفار المنسوبة للرسل والغير معترف بقانونيتها، وحتى وسط الجماعة الواحدة نجد أيضاً دلالات مختلفة، فسفر أخنوخ سفر قانوني لكنيسة أثيوبيا الأرثوذكسية وأبوكريفي في باقي الكنائس حتى الأرثوذكسية... أبوكريفا Apocryphos كلمة يونانية الأصل وتعني ;التعاليم الخفية;. وقد وردت في سفر دانيال في الترجمة السبعينية (دا 11: 43) للتعبير عن الكنوز المخفية، كما وردت في (دا 2: 19) للدلالة على معرفة الأسرار المخفية عن علم البشر، وقد وردت الكلمة في اليونانية في العهد الجديد ثلاث مرات (مر4: 22؛ لو8: 17؛ كو2: 3) وهو نفس المعنى الذي استخدمه المسيحيون فيما بعد ولكن مع اختلاف المفهوم، إذ أن اليونان عنوا بها التعاليم المخفية عن العامة من الناس والتي تخص طبقة معينة أو جماعة بعينها يمثلون الصفوة أو العارفون. واستعمله الغنوسيين كغيرهم من أصحاب المذاهب الباطنية القديمة للدلالة على كتبهم الخاصة، فقد كان لهذه الكتب من المكانة والقيمة في أعينهم بحيث لم يكونوا يسمحون بالإطلاع عليها إلا للأعضاء الكاملين منهم الراسخين في علمهم فيما كانت تحجب عن الباقين الذين لا يحق لهم الاطلاع عليها . وفي الإسكندرية استخدم اكليمنضس كلمة أبوكريفا ليصف كتابات سرية تنتمي للديانة الزرادشتية، ولكنه لم يقلل من شأنها أو يعتبرها محرمة، وقد عارضه ايريناؤس في هذا التعريف واستخدم لفظ أبوكريفا ليصف بها كل نص يتعارض مع الإيمان المسيحي، ففي ذلك الوقت كان أباء الإسكندرية ينظرون إلى الفلسفة والأعمال الفلسفية بكل تقدير، أما الغربيون فقد ناصبوها العداء واعتبروها مناهضة للمسيحية. (1) الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي – علم اللاهوت المقارن (2) قاموس الكتاب المقدس (3) المطران كيرلس سليم بسترس وأخرون – تاريخ الفكر المسيحي عند أباء الكنيسة

كتابة تعليق

التحقق

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف