إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

تاريخ حركة الاستشراق

المؤلف يوهان فوك
    السعر
  • 43.40 SAR

السعر بدون ضريبة : 37.74 SAR
تحتل الدراسات العربية والإسلامية منزلة مهمة في الحوار العقلي الدائر بين أوروبا والإسلام. وللحق فإن فتوحات العرب الكبرى والمواجهة المسلحة بين الدولة الإسلامية الفتية والإمبراطورية البيزنطية وبين الدول الأوروبية الأخرى فيما بعد، لم تتركا للساسة الغربيين متسعاً من الوقت كي ينشغلوا بدراسة اللغة العربية يضاف إلى ذلك أن قيام العالم الإسلامي بالمحافظة على تراث القدماء (اليونان وغيرهم) في مجالات الفلسفة، والرياضيات، والطب، والفلك، والعلوم الطبيعية وبإثرائها، حثّ الأوروبيين على الترجمة من العربية إلى اللاتينية، لكنه لم يؤد إلى القيام بدراسات فقهية للغة. وبرغم المحاولة؛ فإن أقدم ترجمة لاتينية للقرآن ترجع إلى سنة 1143م، اضطلعت بتقديم مضمون الفكرة ولم تكترث بأسلوب الأصل العربي وصياغته. لكن الطموحات التبشيرية للكنيسة الكاثوليكية واتحاداتها، امتنعت عن الخوض في تحقيق هذا الغرض بدون مبشرين تتلمذوا لغوياً، مشكلين الباعث الأول، على طريق الدراسة الجادة للغة العربية في أوروبا التي بلغت ذروة ازدهارها في إسبانيا أيام تيار الإنسانية الإسباني المبكر، وقدَّمت الحرف المطبعي العربي بمطبعة العالم (الميديشتيه) وبعد مضي قرن على ذلك الزمن. وكان للاهتمام الذي أزكته حركة الإصلاح الديني لدراسة الكتاب المقدس وإصحاحاته الشرقية أثره الإيجابي على الدراسات العربية أيضاً. غير أن العلاقات السياسية والاقتصادية للقوى الكبرى مع الدول الإسلامية كانت العامل الأكبر وراء الاهتمام باللغة العربية. وانتزعت هولندا زمام المبادرة مع بداية القرن السابع عشر لمدة تقارب القرنين. وبوحي من عصر التنوير، الذي لم يعد يمثل على أوروبا خطراً بعد إنهاء الإمبراطورية العثمانية، أخذ الحكم على الإسلام في التبدل تدريجيا. وبعد نجاح الثورة الفرنسية سنة 1789 في تحقيق أفكارها، انتزعت فرنسا الريادة في مجال الدراسات العربية. وكان نصيب هذه الدراسات من الانتعاش الذي شهدته حركة الاستشراق في القرن التاسع عشر ككلّ وافراً. وإلى جانب الرومانسية، لعب النقد التاريخي بشكل خاص دوراً مؤثراً في توجيه هذه الدراسات. فالفهم المتبلور المتمثل في عدم تحقيق كل شيء دفعة واحدة، أدى بالضرورة، لدى إمعان النظر تاريخياً في الشخصيات الفذة، أدى إلى الاستكشاف الدقيق للمحيط، وبالتالي للتوصل إلى أسلوب بحث اجتماعي يقضي بعدم النظر إلى الإنسان بوصفه فرداً، بل بتصنيفه في غير معزل عن عالمه، وبمحاولة فهمه من خلال خصوصيات انتماءاته التاريخية. هذه المقدمة تحدد رؤية المؤلف يوهان نورك لما سمّاه بحركة الاستشراق، ولكثير من التوضيح والتوثيق حول تاريخ الاستشراق اتجهت مساعيه لتتبع مراحل تطور الدراسات العربية في أوروبا منذ بداياتها حتى أوائل القرن العشرين، كلاً على حدة، وذلك لجعل فكرة الاستشراق كحركة قريبة من الأذهان في إطار الحوار العقلي الأوروبي مع الإسلام.

كتابة تعليق

التحقق

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف