إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

جيلنا وإشكالاته العصرية

    السعر
  • 42.23 SAR

السعر بدون ضريبة : 36.72 SAR
إن أصحاب العقول السليمة والقلوب الشاعرة بالجمال يرون أن جميع الأشياء في مكانها الصحيح، لدرجة تذهلُ معها عقولهم وتجعلهم ينطقون بتعابير الجمال والشعر، أي إن جميع الأشياء في تحوُّل دائم من كيفية إلى كيفية أعلى، بدءًا من حركة الذرات وتحلُّلها إلى نموِّ الأعشاب والنباتات، مرورًا بتدفق الأنهار إلى موجِ البحار وإلى تبخُّر المياه وتكوينها الغيوم ثم نـزولها إلى الأرض على هيئة مطر... وفي يومنا الحاضر تضاءلت هذه النظرة الحكيمة وضعُفَ هذا الذوق السليم؛ مما أدّى إلى تدفّق الإشكالات والاستفهامات إلى بعضِ الأذهان، ومن ذلك على سبيل المثال: عقدةُ الموت والنهاية، إذ إن البعض ينظر إلى الموت على أنه سَيْفٌ يقطع الموجودات ويرميها إلى الفناء؛ ويقطف الكائنات ويزجّ بها في محرقة العدم، لكنّه في الحقيقةِ بمثابةِ يَدٍ تعالج وتلقّح وتُجري عمليَّةً جراحيَّة، وإن ما يحمله الموت من مراسمِ المجيء والرحيل والشروق والغروب ليمنح التجديدَ والحيويّة والنشاط، وبه تُفهَمُ الرسالةُ الصامتة والنصيحة البليغة، وهي أن أيَّ موجودٍ لا يكونُ قائمًا بذاتِهِ، بل هو يشيرُ إلى شمسٍ أبديّة لا يخبو سناها، وفي ذلك إشعارٌ للقلوب التي تَئِنُّ تحت البراثنِ الفتَّاكة للزوالِ والفناء وإيحاءٌ لها بِطُرُقِ الاطمئنان والسعادة.. وهذا ما يُحرّك في القلوبِ شعورًا بالبحث عن حبيبٍ لا يزولُ وشمسٍ لا تغرب... وهذه هي الدرجة الأولى على سلّم الأبدية في عالمنا الشعوريّ، وهكذا فالموت بمثابةِ "مِصعد" سِرّيّ يرفعُ الإنسان ويسمو به في مدارج الكمال.

كتابة تعليق

التحقق

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف