إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

حصة الشيطان : الشر المحتوم وتجلياته

المؤلف Michel Maffesoli
    السعر
  • 77.42 SAR

السعر بدون ضريبة : 67.32 SAR
ليس هناك أسوأ من المحبين لفعل الخير، خصوصا لأجل الآخرين، إذ يحسبون أنهم يفكرون أحسن منهم، وبالتالي يتصورن أنهم مجتبون للتفكير مكانهم والتصرف نيابة عنهم، ومن سماتهم الفارقة تدثرهم بعبادة اليقين وتمتزسهم خلفها اتقاء، بزعمهم، لشرور الشك التي لن تجد إليهم سبيلا وهم على هذا الحال. غير أنهم يصنيعهم هذا تنفلت منهم الحياة، الحياة بكل تعقدها وتشابكاتها، الحق أن الأمر قليل أهمية لو و لم يكن هان هؤلاء يتوهمون أن هذه السمات تجعلهم مالكين حصربين وشرعيين للكلمة. تلك الكلمة التي تحول لهم إعطاء الدروس التي تبث في ما ينبغي أن يكون عليه الفرد والمجتمع على حد سواء فهذه الأستاذية الأخلاقية، لأنها كذلك بالفعل، خطرة بكل المقاييس، فرجالات الأخلاق، بكل أنواعهم، وهم في غمرة تفاظهم عن أن «الحس المشترك، يدرك بالسليقة، وبأن «جهنم محفوفة بالنوايا الحسنة.. وكذا تغافلهم عما قاله هيراقليطس ذات يوم، ويصفاء ذهني بالغ، من أن الآراء شبيهة بألعاب أطفال،، يندفعون وراء تحويل قيم ثقافية لعالم مثله إلى قيم مطلقة وسرمدية دون دليل مقنع على ذلك ولا ضمانة تكفلة وتسنده. كان زعم فعل الخير دائما و أبدا هو مسوغ قيام العقائد والمذاهب، ومنها الاعتقاد اليهودي المسيحي بـ «عودة يسوع، في آخر الزمان ليملا الأرض عدلا وخيرا كما ملئت ظلما و شراء والنظريات الحديثة القائمة والمبشرة بالحرية والتي مسعدت إلى مصاف الكونية، والتي هي امتداد طبيعي لهذا المعتقد الديني، تقوم قائمتها على التصور نفسه، وليس غريبا أنه باسم هذا التصور ثم نصب محاكم التفتيش التي ارتكبت ما يندى له الجبين من قطائع، وباسمه كذلك اقترفت إبادات بالجملة لثقافات شعوب، كما التمست الأعذار للهجمة الإمبريالية في شقها السياسي والاقتصادي معا، وباسمها يشرفن ما ينبغي أن يكون عليه الفكر والمعيش، أي شرعنة كيف ينبغي للإنسان أن يفكر ويعيش، وما ينبغي عليه أن ينزله منزلة «الطابو»، سواء في حياته المعاشة أو هي ما هو مسموح له بالتفكير فيه من عدمه. فهذه النزعة الكونية المندفعة هي التي وفرت الغطاء وأضفت الشرعية على كل صنوف الاستعمار وضروب الإبادات التي دمغت، إلى غير رجعة، صيرورة تغريب العالم المنطلقة منذ القرن التاسع عشر حصة الشيطان في الشر المحتوم وتجلياته

كتابة تعليق

التحقق

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف