إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

حقول الشوك ؛ التراث في الشعر الفلسطيني والشعر العبري - دراسة مقارنة

المؤلف علي فتح الله
    السعر
  • 53.49 SAR

  • 66.86 SAR

    -20%

السعر بدون ضريبة : 46.51 SAR

يشحن من عمان (20-30 يوم عمل)

لابدَ لشَجَرةِ الذكرياتِ من تربةِ الحكايات التي تغذيها، ليس عبثًا أنْ نقفَ شَامِخينَ قَدْر إنْغِرَاس جُذُورنا في هذه التربة، إنَّ كل محاولة طمسِ حكايةٍ لهي بمثابة اقتلاع جذر عميق، ربما يسقط فرعٌ من الشجرةِ لكنْ إنْ صحت الجذورُ نبتَ غصنٌ جديدٌ مورقٌ، لكن إقتلاعَ الجذورِ هو موتُ الشجرةِ، وإذا كان التراثُ ليس مجردَ حكايا تروى للصغارِ قبل النوم، بل تجذُّر للهوية، للكينونة، للأنا في مواجهة العالم، فإنَّ التراثِ في الشعرِ الفِلَسطيني والشعرِ العبريِّ زادَ على ذلك خصوصيةً تنبعُ من ربطِ هذا الشعرِ بالصراعِ القائمِ على أرضِ فِلَسطينَ باعتباره مكونًا أساسيّا في هذا الصراعِ، إذ يمثلُ أهمَ مصدرٍ للشرعيةِ على الأرضِ؛ فالصراعُ على أرضِ فِلَسطينَ ليس صراعًا عسكريًّا أو سياسيًّا فقط، بل هو في المقام الأولِ صراعٌ ثقافيٌّ يتخذُ من التراثِ ركنًا شديدًا يأوي إليه. ربما تكون القصَصُ والرواياتُ لغة هذا العصر؛ فكما قالها ناقدٌ كبيرٌ نحن في (زمن الرواية)، لكن الشعرَ يظلُ ويبقى وجدانُ الإنسانِ، يتغنى به عندما يكون وحيدًا، فمنذ القدم نجد حداءَ الإبل . الشعر عند كثير من الأمم مصدره قوى خارجية ساحرة ، حتى أن العرب جعلوا لكل شاعر تابع من الجن، ولذا يبقى الشعر في زمن الرواية معبرا عن وجدان الإنسان في أزمته وفي وحدته، ولذلك وقع اختيار الشعر ليكون مادة الدراسة دون غيره. فالشعر هو الأنا التي تتسع رموزها لتسع الكون بعبقرية الشاعر، هذا الاتساع الذي انعكس على كل شيء في شعر الصراع العربي الصهيوني، حتى أننا قبل أن نشرع في هذه الدراسة كنا نقف عند وحدة القصيدة، والرمز الجزئي فيها والكلي، فإذا تعمقنا في الدراسة وجدنا أن الشعر اتسع، واتسعت رموزه لنؤسس من خلال النماذج الشعرية لنمطين جديدين من الرموز هما: الرمز الخطي الذي لا يقف عندبناء القصيدة بل يتعدى القصيدة إلى الديوان، وإذا ما انتهينا من الديوان فنظرنا في شعر الشاعر كاملا أو في مرحلة زمنية وجدنا رموزا تنتشر في كامل شعره أو في مرحلة تاريخية لدى كل الشعراء؛ فكان بذلك الرمز العام، الذي يعم شعر الشاعر، أو يعم المرحلة التاريخية كما سنجد في الفصل الرابع، وهذه الظاهرة لم يسبق لأحد أن تناولها من قبل، فقد وقف النقاد عند الرمز الكلي والجزئي لا يتعدون القصيدة الواحدة ، ولم يسمو الرموز التي تتعدى القصيدة للديوان، أو للأعمال الكاملة، أو للمرحلة التاريخة والجيل الشعري. ولأن الحكايا التراثية تتعقد وتتشابك فإن المرء ليقف مختالا حينا ومتحيرا حينا أخر بل ومنكرا في بعض الأحيان، وهذا ما يمثل الموقف من هذا التراث الذي تحمله الحكايا، فنحن لا نأخذ تلك الحكايا ماخذ المتلقي الصامت بل كثيرا ما يكون لنا موقف من هذا التراث وكان هذا موضوع الفصلُ الأولُ فقد جاءَ بعنوان "الموقفُ من التراثِ"، وانقسم إلى ثلاثةِ مباحثَ، في المبحثِ الأولِ الموسومِ بـ"الاحتماء بالتراث"، حاولتُ طرحَ عددٍ من الإشكالياتِ مثل: سببِ لجوءِ الشاعرِ إلى التراثِ - على وجهِ التحديد - ليحتميَ به؟ وأيِّ نوعٍ من التراثٍ يلجأ إليه؟ ولماذا هذا التراثُ دونَ غيرهِ؟ وهل يمثلُ الموقفُ من التراثِ موقفًا من الصراعِ أيضًا؟ ثم جاء المبحثُ الثاني ليناقشَ قضيةَ انتقاءِ جزءٍ محددٍ من التراثِ للاحتماءِ بهِ، ولماذا هذا الجزءُ دونَ غيرِهِ وخصوصيةَ ذلك، وقد تمثلتْ هذه الظاهرةُ في انتقاءِ التراث الكنعاني أو ما سمي بالحركةِ الكنعانيةِ في الشعرِ الفلسطيني والشعرِ العبري، وانتقاء التراث الديني. وقد ناقشَ الفصلُ الثالثُ الوجهَ الآخرَ وهو الثورةُ على الموروثِ، وحللَ أسبابَ هذه الظاهرة في شعرِ الصراعِ مبينا الفروقَ بين الشعرِ الفلسطيني والشعرِ العبري. والفصل الثاني بعنوانِ "التأثيرِ والتأثرِ" وناقشَ تأثرَ الشاعرِ بتراثِ الآخرِ، وما يتعلقُ بخصوصيةِ الشعرِ الفلسطينيِّ والشعرِ العبريّ في هذه القضيةِ، حيثُ يتعدى التأثيرُ والتأثرُ القضايا الفنيةَ ليدخلَ في نطاقٍ سياسيٍّ، وكيفَ هوجِمَ بعضُ الشعراءِ من خلالِ دراسةِ تأثرِهم بالآخرِ، وينقسم هذا الفصلُ إلى مبحثينِ. الأول ناقش الكتاباتِ التى تناولتْ تأثيرَ التراثِ العبريّ في الشعرِ الفلسطينيِّ، ثم حاولَ الكشفَ عن المناطقِ التى لم تُطْرَق بعدُ؛ مثلَ الكتابةِ بلغةِ الآخرِ، وسببِ اللجوءِ إليها، وأنماطِ التأثرِ بالثقافةِ العبريةِ، ودرجاتِ تأثرِ الشعراءِ، ومواقفِهم من التراثِ العبريِّ. والثاني تناولَ الوجهَ الآخرَ للعملةِ، وهو عَلاقةُ شعراءِ العبريةِ بالتراثِ العربيّ ومدى تأثرِهم به، ولا توجد -فيما أعلم- ومن خلالِ البحثِ وما تمَّ من مراسلاتٍ بيني وبين المتخصصينَ في هذا المجالِ- دراسةٌ في مصرَ أو خارجِها تعرضتْ لهذه القضيةِ في الشعر العبريِّ المعاصرِ، خاصةً أنَّ بعضَ الشعراءِ العبريينَ هم من أصولٍ عربيةٍ - كما أشارَ لذلك الأستاذُ الدكتور زينُ العابدينَ أبو خضرة في كتابِه "مصرُ في الأدبِ العبريّ الحديثِ"، وإنْ كانَ تأثيرُ التراثِ العبريِّ غيرَ قاصر على الشعراءِ من أصولٍ عربيةٍ بل، طالَ شعراءَ آخرينَ، وشمِلَ كلَّ أنماطِ الثراثِ العربيِّ قديمِه وحديثِه. أمَّا الفصلُ الثالثُ فقدْ جاءَ بعُنوانِ "تشكيلِ الصورةِ" وناقشَ هذا الفصلُ أثرَ التراثِ في تشكيلِ الصورةِ من خلالِ ثلاثةِ مباحث، ناقشَ أولُها شعريةَ الصورِ الجزئيةِ، وحاولَ الكشفَ عن تقنياتِ رسمِ الصورةِ في شعرِ الصراع، وسببِ شيوعِ الصورةِ الحسيةِ في المراحلِ الأولى، وتحولِ شعرِ الصراع إلى الصورةِ الكلية، وأسبابِ ذلك، وأنماطِ تشكيلِ الصورةِ سواءٌ أكانتْ جزئيةً أم كلية. والمبحثُ الثاني ناقشَ تأثيرَ التراثِ في صورةِ الذاتِ، وكيفَ أن التراثَ يؤثرُ في تصويرِ الذاتِ والتعاملِ معها بكلِّ ما يحملُه هذا التعاملُ من خصوصيةٍ، وكيفَ أنَّ تنوعَ المصادرِ التراثيةِ يؤدي إلى تنوعٍ في صورةِ الذاتِ والتعاملِ معها، وإلى أيِّ مدى يتعلقُ الوعيُ بتصويرِ الذاتِ بالوعيِ بتصويرِ الطرفِ الثاني من الصراعِ؟ مما يستوجبُ دراسةَ صورةِ الآخرِ بعد أنْ نوقشتْ صورةُ الأنا، وهذا هو موضوعُ المبحثِ الثالثِ. ورسمُ عناصرِ الصورةِ يُسْلِمُنَا بدورِه إلى دراسةِ الرموزِ ودلالتِها وتطورِ هذه الدلالاتِ في ظلِّ الصراعِ، وهذا ما يمثلُ الفصلَ الرابعَ، وينقسمُ هذا الفصلُ إلى مبحثينِ: الأولِ عنوانُه رَمزيةُ الصورةِ. ويبينُ تأثيرَ التراثِ في تكوينِ الرمزِ من خلالِ الصورةِ، معتمدًا على تحليلِ رمزيةِ صورةِ الأرضِ وارتباطِها بالأنثى، ثم تحليلَ رمزيةِ صورةِ الأبِ وارتباطِها بالموروثِ والعراقةِ. والمبحثُ الثاني تناولَ أنماطَ الرمزِ. وناقشَ إعادةَ تصنيفِ أنماطِ الرمزِ من خلالِ تحليلٍ كليٍّ لشعرِ الصراعِ، حيث يشيعُ تقسيمُ الرمزِ إلى رمزٍ كليٍّ يستغرقُ القصيدةَ، ورمزٍ جزئيٍّ يقِفُ عندَ جزءٍ منها، لكنَّ التعاملَ مع شعرِ الصراعِ كشفَ عن نمطينِ جديدينِ، أولهُما الرمزُ العامُّ الذي لا يقتصرُ على شاعرٍ محددٍ ولا عملٍ واحدٍ، وقد تمَّ الكشفُ عن هذه الرموزِ العامةِ وتحولِ أشكالِها وتطورِها في شعر الصراع. والنمطُ الثاني هو الرمزُ الخطيّ، الذي يرتبطُ بديوانٍ واحدٍ بحيثُ يصبحُ هذا الرمزُ بدلالاته كافةً بمثابةِ الخيطِ الذي يجمعُ قصائدَ الديوانِ ويؤالفُ بينها، أو بمرحلةٍ محددةٍ يبدأُ بها وينتهي معها. ولا شكَّ أنَ الشعرَ ما هو إلا تركيبٌ لغويٌّ، وهذا موضوعُ الفصلِ الخامسِ الذي كشفَ عن خصوصيةِ لغةِ شعرِ الصراعِ على مستوى المعجمِ وعلى مستوى التراكيبِ، من خلالِ تقسيمِ هذا الفصل إلى مبحثينِ. الأولِ: حاولَ إظهارَ علاقةِ المعجمِ بالأيديولوجيا، وكيف يمكنُ من خلالِ دراسةِ أحدهما – اللغة والأيديولوجيا- الكشفُ عن الآخرِ، ولذلك تم اختيارُ أكثرِ القضايا شيوعًا في شعرِ الصراعِ، وهي قضيةُ الموتِ، لدراسةِ المعجمِ الدالِّ عليها في شعرِ الصراعِ، وبينتُ هذه الدلالاتِ وارتباطَها بالتراثِ، فقد كشفتْ دراسةُ المعجمِ عن طبيعةِ العلاقةِ مع الأرضِ والموتِ حيثُ التوحدُ مع الأرضِ في الشعرِ الفلسطيني والحلولُ في الشعر العبري. ثم جاءَ المبحثُ الثاني ليُوضحَ خصوصيةَ التراكيبِ في شعرِ الصراعِ وارتباطَ بعضِ التراكيبِ بالتراثِ، وسببَ مجاوزةِ التركيبِ اللغويِّ أو الحفاظِ عليه. ثم ناقشَ الفصلُ السادسُ إيقاعَ شعرِ الصراع، حيثُ نجدُ الالتزامَ بنمطٍ محددٍ لدى بعضِ الشعراءِ تعبيرًا منهم عن رؤيةٍ ملتزمةٍ، مثلَ الالتزامِ بالشعرِ العمودي لدى الشعراءِ الإسلاميينَ، أو مجاوزةِ الأوزانِ التقليديةِ تعبيرًا عن رفضِ الواقعِ، وقد جاءَ هذا الفصلُ في ثلاثةِ مباحثَ. اهتمَّ الأولُ منها بتسليطِ الضوءِ على الشعرِ التقليديِ الذي التزمَ الأوزانَ الموروثةَ مثلَ الأوزانِ الكلاسيكيةِ في الشعرِ العبريِّ والعموديِّ في الشعرِ الفلسطينيِّ، أو قامَ بالتجديدِ لكنَّه لمْ يخرجْ خُروُجًا تامًّا عن الأوْزانِ التقليديةِ، مثلَ الشعرِ الحرِّ، ولم تسهبْ الدراسةُ في هذا النمطِ، ويرجعُ ذلكَ إلى كثرةِ الدراساتِ التى تناولتْهُ، ولذلك تجاوزَه البحثُ سريعًا إلى الجانبِ الإيقاعي الذي لم يحظَ بكثيرِ اهتمامٍ في النقدِ العربيِّ، وهو إيقاعُ قصيدةِ النثرِ، وهذا ما شكَّلَ المبحثينِ الثاني والثالثِ. حيثُ كشفَ المبحثُ الثاني عن الأساسِ النظري الخاصِّ بجذورِ قصيدةِ النثرِ، ومدى ارتباطِها بالتراثِ العربي المتمثلِ في فنِّ المقاماتِ والتراثِ العبريّ خاصةً الأسفارَ الأدبيةَ من الكتابِ المقدسِ، ثم الكشفُ عن أشكالِ قصيدةِ النثرِ النمطيةِ والإشراقِ، ومدى الوعيِ النقديِّ بأشكالِها وأنماطِها، وتجدرُ الإشارةُ هنا أنَّه حتى الآنَ لا توجدُ في العالمِ العربيِّ مبادئُ نظريةٍ لقصيدةِ النثرِ العربيةِ، وهذا ما يشيرُ إليه أحمد بزون أحدُ المنظرينَ لها، وقد حاولتْ هذه الدراسةُ سدَّ تلك الفجوةِ. وقد جاءَ المبحثُ الثالثُ ليُكْمِلَ الحَلْقةَ ويقومَ بدراسةٍ تطبيقيةٍ لقصيدةِ النثرِ في شعرِ الصراع، ويحاولَ إظهارَ التطورِ الذي لحِقَ بقصيدةِ النثرِ من ناحيةٍ، ومدى التوافقِ بينَ الأساسِ النظريِّ وتطبيقاتِه الفعليةِ على قصيدةِ النثرِ من ناحيةٍ أخرى، في محاولةٍ للكشفِ عن مدى وعي شعراءِ قصيدةِ النثرِ بهذا النمطِ وتطورِه.

كتابة تعليق

التحقق

تخفيض على الكتب

50%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

20%

تصفح كتب العرض

كتب ذات صلة

Saudi Business Center

موثق لدى منصة الأعمال

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف