إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

    السعر
  • 59.88 SAR

السعر بدون ضريبة : 52.07 SAR
يقصّ هذا الكتاب حكاية شهاب الدين أحمد بن بدير الحلّاق الدمشقي الذي عاش في بلاد الشام إبان العهد العثماني.  وُلد ابن بدير في بيئةٍ متواضعةٍ، فهو ينتمي إلى عائلةٍ من الحمّالين، عاشت في ضاحيةٍ تقع خارج أسوار المدينة بعيدًا عن الامتيازات التي يمكن أن توفّرها حياة المدينة. بطريقة ما، مجهولةٍ بالنسبة لنا، استطاع ابن الحمال هذا امتهان الحلاقة، وانتهى به الأمر إلى تقديم خدماته لطبقة المثقفين وعِلْية القوم. والمسار الاجتماعي اللافت الذي قاد ابن بدير نحو مركز المدينة هو الذي ساعد في تفسير إنجازه الاستثنائي؛ فقد ألّف كتابًا تاريخياً في حوادث دمشق اليومية. ونجد في صلب هذه الدراسة طموحَ هذا الحِرفي المميز، الذي عاش في القرن الثامن عشر، ومخاوفه، لكنّه لم يكن الوحيد الذي انتهك قوانين أدب التأريخ لتحقيق مآربه الخاصة، فلقد انضم إليه مؤلفون آخرون لا تتلاءم خلفياتهم الاجتماعية مع هذا النمط من الأدب. لذلك، على الرغم من أن جوهر هذه الدراسة يتمحور حول حياة الحلّاق وعمله الأدبي، فإنها تسلط الضوء على ظاهرةٍ أدبيةٍ اجتماعيةٍ ذات أهميةٍ تاريخيةٍ لا مثيل لها، إذ يمثل الحلاق، والمزارع، وكاتب المحكمة، والناسخ، والقسيس، والجنديان، جوهر هذه الظاهرة .تشكّل عالم ابن بدير الثقافي واكتسب جوهره بفضل كل ما هو محكيّ ومكتوب. وسمح له وجوده داخل دكان حلاقة بالانفتاح على فن الحكاية الشعبية وغيره من الأنماط الأدبية المحكية. ومن ثم وجد في نفسه الثقة الكافية، فاكتسب سلطةً مكّنته من تأليف كتاب  والتصرف كالعلماء بالمعنى السائد في عصره، على الرغم من أنه لم يتلق أي تدريبٍ أو تعليمٍ يسمحان له بأن يكون عالِمًا. ولعل أبرز تحرّكٍ قام به ابن بدير هو تجاوزه حدود عمله كحلاقٍ إلى حقلٍ أدبي ثقافي، يتطلَّب القدرة على النقاش الفكري، لم تطأه قدم حلاقٍ من قبل. لقد ألّف ابن بدير تاريخًا وليس أي نمطٍ أدبيٍّ آخر .

كتابة تعليق

التحقق

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف