موسوعة العلامة الكبير الشيخ محمد حسن آل ياسين : 1-18

صدر عن "دار المؤرخ العربي" موسوعة العلامة الكبير الشيخ محمد حسن آل ياسين (رحمه الله) في ثمانية عشر جزءاً. وهي عبارة عن الأعمال الكاملة لما ألّفه طيلة حياته حيث أعيد ترتيبها وتقسيمها موضوعياً. ولد الشيخ محمد حسن آل ياسين الخزرجي الكاظمي في النجف الاشرف يوم 18 جمادى الاخرة سنه 1350هـ 1931م. وحين بلوغه قرأ العلوم الدينية ابتداءاً على أبيه، ومن ثم تتلمذ على أيدي كبار العلماء أمثال الشيخ عباس الرميثي، والشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي النجفي، والمرجع الديني الأعلى السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره) الذي شهد له بما حمل من العلم والفضيلة، وأجاز لمقلديه سنه 1390هـ 1970م العمل برسالة (مناسك العمرة المفردة) التي كتبها تلميذه الشيخ محمد حسن آل ياسين. كما كان رحمه الله موضع ثقة المرجع الديني الأعلى، سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله). وكان لسكن الشيخ رحمه الله في الكاظمية دور فاعل في الحياة العلمية والثقافية فيها، حيث أسس في الكاظمية دار المعارف للتأليف والترجمة والنشر، وأنشأ مكتبة الإمام الحسن (ع) العامة، وترأس الجمعية الإسلامية للخدمات الثقافيه، وكان مشرفا على تحرير مجلة (البلاغ). ونظراً للنشاطات البارزة والبصمات الكبيرة التي تجسدت في أعماله المؤلفة (الصادرة في هذه الموسوعة) والمحققة (التي ستصدر أيضاً في موسوعة خاصة بها)، وفي شتى المجالات المعرفية، والعلمية، والأكاديمية، وعلوم اللغة بخاصة، عُيّن عضواً عاملاً في المجمع العلمي العراقي سنة 1980م، وكذلك عضوا مؤازرا في مجع اللغة العربية الأردني في السنه ذاتها، وزميلاً في هيئة ملتقى الرواد 1994م، كما اختير عضو شرف في المجمع العلمي العراقي سنة 1997م. لقد كان الشيخ آل ياسين رحمه الله فقيهاً وأديباً ومؤرخاً ومحققاً ومربياً. ويمكن وصفه أنه كان دائرة معارف متحركة لأنه استطاع الجمع بين العلوم الدينية والاكاديمية، زيّنها بمعارف شمولية تراكمت لديه من قراءات متعددة ومتنوعة. وحين أقعده المرض اعتزل الحياة العامة، ولزم داره إلى أن وافته المنية في داره في الكاظميه، في 26 جمادى الاخرة سنة 1427هـ 2006 م، وشُيّع صبيحة اليوم التالي تشييعا حافلا مهيبا، ودفن في الصحن الكاظمي المقدس. وقد انطلقت موسوعة العلامة الكبير الشيخ محمد آل ياسين (رحمه الله) في مجلد افتتاحي ترجم لأهم مراحل حياته. وانطلق المجلد الأول ليقدم ما كتبه (رحمه الله) في أركان العقيدة بعنوان "أصول الدين". وجاء المجلد الثاني، يؤرخ فيه الشيخ رحمه الله لأهم مراحل حياة الرسول الكريم (ص) بعنوان "في رحاب الرسول (ص)". في المجلدات الثالث والرابع والخامس، تناول سيرة أهل البيت عليهم السلام، مما يجعل تدوينه هذه السيرة مرجعاً مهماً في مجال الأبحاث التاريخية ذات الصلة، حيث جاءت كتابته للسيرة العطرة بلغة راقية وسرد بديع، موثقة بأهم المصادر والمراجع التي تجاوزت العشرات، بمنهجية علمية وتحليل دقيق، مضيئاً على أهم الأحداث في حياة وعصر كل إمام من الأئمة عليهم السلام. في المجلدين السادس والسابع، تناول سيرة 29 صحابياً ممن عاصروا الرسول (ص)، ومن بعد وصيّه الإمام علي (ع)، والأدوار التي لعبوها في خدمة الإسلام والذود عن العقيدة الإسلامية ملتزمين بما أوصى به النبي الكريم (ص). فعرض لحياة كل واحد منهم ترجمة وسيرة حياة ومناقبية، تجلت في سلوكهم وتضحياتهم في سبيل إعلاء كلمة الحق. الملجلدان الثامن والتاسع، "مفاهيم إسلامية" و"في رحاب الإسلام"، جمعا ما كتبه رحمه الله في العقيدة مناقشاً ومحللاً وراداً على ما وجد فيه اشتباه أو انحراف عن منهجية علمية في التقديم والتحليل مما كتبه بعض المؤلفين، ناهيك عن تقديم رؤيته والتعبير عن إيمانه وعقيدته في كثير من الموضوعات التي تصدى لها. فكانت كتاباته في هذا المجال حجة مرجعية. المجلد العاشر، تناول "الأعمال الفقهية" التي ناقش فيها وبيّن مضامينها بالضرورات التي أدركتها والتوضيحات التي احتاجت إليها، فعلق عليها، بخاصة تعليقات "على هامش كتاب العروة الوثقى" للمرحوم والده الشيخ محمد رضا آل ياسين الذي أصدر تعليقاته عليها، ثم شرحه بعض فروع العلم الإجمالي. والمجلد الحادي عشر، تضمن بعض ما كتبه وحققه وعلق عليه يإيجاز لبعض الشخصيات الدينية، أمثال الصاحب بن عبّاد، الشيخ المفيد، ثم عن منهج الطوسي في تفسير القرآن، والسيد علي بن آل طاووس. المجلد الثاني عشر، "دراسات وصنعات" جمع بين دفتيه أبحاثاً ومقالات وتعليقات في الشعر التراثي وفي الأبحاث اللغوية، في الفترة التي كان فيها في مجمع اللغة العربية في بغداد. المجلد الثالث عشر، جمع فيه دراسات تاريخية كتب فيها مراحل أساسية في تاريخ المشهد الكاظمي بخاصة. وتاريخ الحكم البويهي في العراق، ولم يفته الحديث عن تاريخ الصحافة في مدينة الكاظمية والإضاءة على لمحات من تاريخها. المجلدان الرابع عشر والخامس عشر، تضمّنا ترجمة وتقديماً لحياة وأهم أعمال الشعراء من أبناء مدينة الكاظمية بخاصة، فترجم لحياتهم وأثبت في ثلاثة أجزاء، ما نظمه هؤلاء من الشعر في حياتهم. وخُتمت الموسوعة في المجلدين السادس عشر والسابع عشر بالإنجاز العلمي الهام الذي قدمه العلامة الكبير الشيخ محمد حسن آل ياسين، خدمة للمكتبة العربية عموماً وهو "معجم النبات والزراعة"، وهو مرجعية هامة جداً في موضوعه.