ديوان نور الدين السالمي (دراسة وتحقيق)

لقد أغفلت أغلب الدراسات الأدبية العربية جوانب مهمة في تاريخ الأدب العربي، خاصة أدب عمان على مر العصور، إلى ما ظهر كإشارات فقط، والقارئ الواعي يشهر أنّ أدب عمان لم يتأثر تأثراً كبيراً كما تأثر سائر الأدب العربي خاصة في عصور الضعف والانحطاط، هذه دوافع دفعتني لإبراز بعض المعالم الشعرية في سلطنة عمان، لكون أغلبها لا يزال في طيّ المخطوطات، فهو ينتظر من يميط عنه لثام الحفظ، وينفض عنه غبار التخزين، ليأخذ مكانه من الأدب العماني خاصة، ولأدب العربي عامة. وكان اختيارنا شخصية لم تشتهر بالشعر كما اشتهرت بلغة الدين والسياسة، فأردت إبراز ذلك الإبداع الشعري، الذي كان محاصراً بلغته السياسية، فأردت إبراز ذلك الإبداع الشعري، الذي كان محاصراً بلغته السياسية، هذه الشخصية الشاعرة التي "أرادت فعجزت عن نفي إرادتها إرادة الزمن، وهمّت فضاقت عن هممها هُمم الدهر". كما أن هذه الشخصية نالت شهرة فائقة على مستوى عُمان، وخارج عمان، لكونها تحمل بعداً فكرياً راقياً، اتسم بالتجديد، واتصف بالإصلاح الاجتماعي في فترة غطى الجهل والظلم معالم الطريق، كما أن ديوان الشاعر لم يحظ بالتحقيق ولا بالدراسة. كما أنّ الدراسة سعت في منهجيتها للإفادة من المناهج النقدية المتنوعة، نفسية واجتماعية، وتحليلية، وبنيوية، وغيرها. وسلكت خطّة البحث على هذا النحو: أقيمت من تمهيد وقسمين: فالتمهيد اشتمل على مباحث: المبحث الأول: وضمّ: الحياة السياسية. الحياة الاجتماعية. الحياة الأدبية والفكرية. كما اشتمل المبحث الثاني حياة الشاعر: ولادته ونسبه، نشأته العلمية والعملية. بعد ذلك يأتي القسمان الكبيران: القسم الأول وكان في تحقيق الديوان: والمنهج الذي اتبعه الباحث من وصول إلى المخطوطة الأم، ثم ترجمة للأعلام والشخصيات، وتفسير للغامض، وتصحيح لما صحّف وحرّف. القسم الثاني فكان في فصلين وخاتمة: سجل الفصل الأول دراسة لموضوعات الشعرية، وبرز ذلك من خلال هذه المباحث: الأول: الشعر الإسلامي. الثاني: الرثاء. الثالث الإخوانيات. الرابع: أغراض أخرى. أما الفصل الثاني فاختصّ بالدراسة الفنية واشتمل على مباحث: الأول درس اللغة والأسلوب. أما الثاني فحاول قراءة الصورة الشعرية. وجاء المبحث الثالث ليقف عند اللغة الموسيقية التي حققت لغة الإيقاع من خلال الوقع الخارجي والداخلي.