إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

رسائل الأحزان في فلسفة الجمال والحب

    السعر
  • 44.57 SAR

السعر بدون ضريبة : 38.76 SAR
ما أشد على قلبي المتألم أن لا يأخذ بصري من الناس إلا من يتدحرج في نفسي ليهوي منها أو يتقلب في أجفاني1 ليثقل على عيني؛ وأحاول أن أرى تلك الطلعة الفاتنة التي انطوى عليها القلب فانبث نورها في حواشيه المظلمة، وأن أملأ عيني من قمر هذا الشعاع الذي جعل السماء في جانب من صدري؛ فإذا ما شئت من الوجوه إلا وجه الحب، وإذا في مطلع البدر من رقعة سوداء لا تبلغ مد ذراع، ويغشى الكون كله منها ما يغشى، فاللهم أوسع لقلبي سعة يلوذ بها. العالم لكل الناس، غير أن لكل إنسان عالمًا هو خالصة نفسه؛3 وعلى أن هذه الدنيا مترامية إلى كل جهة تتدلَّى عليها السماء، فإن أراضيها الخمس بما رحبت لا تقوم عندي بتلك الجدران الأربعة التي رأيت فيها من أحببتها؛ رأيت من هذه صورة قلبي فلا عجب أن تكون تلك الجدران صورة ضلوعي، وما أدري أذلك سحر أم تلبيس أم تخييل أم هو الحب؟ إذا كنت شاعرًا فأضللت نفسك فنشدتها طويلًا، وقلبت عليها آفاق النفوس وأفلاك القلوب فإنك لن تصيبها إلا في نفس امرأة جميلة يجعلها مهندس الكون مركزًا للدائرة التي تنفسح بأقطار نفسك ذاهبة بكل قطر إلى جهة من أماني الحياة. وإذا كنت حكيمًا فسألت نفسك سؤال الفلاسفة: من أنا؟ ووجدت في نفسك ذلك السر الخفي يقول عنك: من هو؟ فإنه لن يظهر لك معنى «أنا وهو» إلا إذا وضع الحب بينهما «هي» … وإذا كنت رجلًا من عامة الأرض اندمج في جلدة من الثرى5 فإن نفسك لن تحس جوهرها الإلهي إلا في نفس حبيبة، وإن كانت من عامة السماء … فالحب يجعل الناس أعلاهم وأسفلهم صاعدين أبدًا من أسفل إلى أعلى.

كتابة تعليق

التحقق

تخفيض على الكتب

40%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

30%

تصفح كتب العرض

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف