إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

ستيك هاوس بيت من لحم سابقا

المؤلف عادل حمودة
    السعر
  • 31.67 SAR

  • 35.19 SAR

    -10%

السعر بدون ضريبة : 27.54 SAR

(تُشحن من السعودية) توصيل 3-7 أيام

الخاتم بجوار المصباح.. الصمت يحل فتعمى الآذان.. فى الصمت يتسلل الإصبع.. يضع الخاتم.. فى صمت أيضا يطفأ المصباح.. والظلام يعم.. فى الظلام أيضاً تعمى العيون.. الأرملة وبناتها الثلاث.. والبيت حجرة.. والبداية صمت.أرملة طويلة بيضاء.. ممشوقة القوام فى الخامسة والثلاثين.. مات عائلها منذ عامين بعد مرض طويل.. تنام مع بناتها الثلاث فى حجرة ضيقة.. أكوام كبيرة من لحم دافئ بعضها فوق الفراش وبعضها حوله تتصاعد منه الأنفاس حارة مؤرقة وأحياناً عميقة الشهيق.الصمت الذى يعشن فيه لا يقطعه إلا صوت التلاوة.. مقرئ شاب كفيف.. أعزب لم يدخل دنيا.. تفكر الأم أن تزوجه إحدى البنات.. لكنهن يرفضن «أنصوم ونفطر على أعمى» هن مازلن يحلمن برجال أفضل.. لكنهن يقترحن أن تتزوجه الأم.. ربما يعرف الرجال بيتهن فيتزوجن بعدها.. وتزوجته الأم.. وزاد عدد الأنفس واحدة.فى الليلة الأولى لم تنم البنات وتحولت الحجرة بوجودهن الصاحى إلى كشافات عيون وسماعات آذان ومجسات إحساس.. فلم يقرب الشاب الأم.. ولكن بالنهار لم تعد هناك حجة.. خرجت البنات ليتركن للأم فرصتها.. وعندما عدن سمعن قهقهات رجل تتخللها سخسخات امرأة.. أمهن.. قابلتهن ولا تزال تضحك.. رأسها عار وشعرها مبلل ممشط.. وجهها الفانوس المنطفئ فجأة أنار.الصمت تلاشى وكأن إلى غير رجعة.. ضجيج الحياة دب.. الزوج زوجها وحلالها فماذا يعيب؟ كل ما تفعله جائز.. فما الداعى للمواربة أو كتمان الأسرار؟ حتى والليل يجئ وهم جميعاً معا فيطلق العقال للأرواح والأجساد.. والبنات مبعثرات متباعدات ولكنهن يفهمن ويدركن وتتهدج منهن الأنفاس والأصوات.كان نهارها غسيلاً فى بيوت الأغنياء، ونهاره قراءة فى بيوت الفقراء، وكثيراً ما عاد إلى البيت ساعة الظهيرة ليريح جسده.. وذات مرة بعدما شبعا من الليل سألها فجأة عما كان بها ساعة الظهيرة ولماذا وهى المنطلقة لم تتكلم، ولماذا لم تضع خاتم الزواج ساعتها؟.لم يكن لما يقوله إلا معنى واحد.. ما أغربه وأبشعه من معنى.. ولكنها حبست أنفاسها وسكتت حتى تكتشف الفاعلة.. وأدركت أنها الوسطى.. فى عينيها جرأة لا يقتلها الرصاص إذا أطلق.. ولكنها بعد «عملتها» أصبحت دوما صامتة.وتتأمل الكبرى ذات يوم خاتم أمها فى إصبعها وتبدى الإعجاب به، ويدق قلب الأم وهى تطلب منها أن تضعه ليوم واحد لا غير.. وفى صمت تسحبه.. وفى صمت تضعه الكبرى فى إصبعها المقابل.وعلى العشاء التالى تصمت الكبرى وتأبى النطق.. وتسأل الصغرى عن دورها فى لعبة الخاتم وفى صمت تنال الدور.والخاتم بجوار المصباح.. وفى صمت يتسلل الإصبع صاحب الدور ويضع الخاتم فى صمت.. ولا يبقى صاخبا منكتاً مغنياً إلا الكفيف الشاب.وراء صخبه وضجته تكمن رغبة تكاد تجعله يثور على الصمت.. إنه هو الآخر يريد أن يعرف.. كان أول الأمر يقول لنفسه إنها طبيعة المرأة التى تأبى البقاء على حال واحد، ناعمة مرة، خشنة مرة أخرى، الخاتم دائماً موجود صحيح، ولكن الإصبع الذى يطبق عليه كل مرة مختلف، إنه يكاد يعرف وهن بالتأكيد كلهن يعرفن فلماذا لا يتكلم الصمت؟ لماذا لا ينطق؟.ولكن السؤال باغته ذات عشاء: ماذا لو نطق الصمت، ماذا لو تكلم؟.مجرد السؤال أوقف اللقمة فى حلقه، ومن لحظتها لاذ بالصمت تماماً وأبى أن يغادره.بالصمت راح يؤكد لنفسه أن شريكة الفراش على الدوام هى زوجه وحلاله وحاملة خاتمه، تتصابى مرة أو تشيخ، تنعم أو تخشن، ترفع أو تسمن، هذا شأنها وحدها بل هذا شأن المبصرين ومسئوليتهم وحدهم، هم الذين يملكون نعمة اليقين، إذ هم القادرون على التمييز، وأقصى ما يستطيعه هو أن يشك شكا لا يمكن أن يصبح يقيناً إلا بنعمة البصر.. وما دام محروماً منه فسيظل محروماً من اليقين إذ هو أعمى، ليس على الأعمى حرج.

كتابة تعليق

التحقق

تخفيض على الكتب

40%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

30%

تصفح كتب العرض

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف