إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

    السعر
  • 44.57 SAR

السعر بدون ضريبة : 38.76 SAR
تحتَ شجرةِ الجميز البلمي نلعبُ الحِجْلة أنا ومريم، وسليمة في السابق، كم عُدنا نفتقدها! مرّ عامٌ على وفاتها، واليوم وأنا على أعتاب الرابعة عشرة، أصبحتُ أنظر لقريتنا بصورةٍ تختلف عن ذي قبل، وخلالَ هذا العام الذي يفصل بيننا وبين وفاة سليمة تغيرت في داخلي أشياءُ كثيرة، أصبحتُ لا أريد أن أصير امرأة، ولا أن أُحَفَّ بالحلوى على سرير الطهور، غيَّرتُ رأيي بخصوص الحِنّاء، مرّ عامٌ كامل استطعتُ خلاله وبصعوبة التعوُّد على ذكرى ذلك اليوم المشؤوم. أنا حليمة، حليمة جار النبي، ولديّ مريم، أختي الصغرى، تبلغ من العمر عشرة أعوام، من يراها يقول إنها أكبر من عمرها بسنوات، ذكيةٌ ونبيهة، نعيشُ مع أمي وخالتي عطية، توفي أبونا منذ سنوات، رجل البيت الوحيد الآن هـو ضو الكون، أخي الأكبر، يُسافر كثيراً للخرطوم لظروف العمل. أدرسُ في مدرسةٍ من مدارس الحكومة في قريتنا النائية شمال غربيِّ الخرطوم. فزتُ وكالعادة على مريم في لعبة الحِجلة، اللعبة التي لعبناها دائماً تحت شجرة الجميز مع سليمة، الشجرة التي تمتدُّ فروعها يميناً حتى بيتنا ويساراً حتى بيتها، وتُظلِّل جزءاً كبيراً من الزقاق بين البيتين، تقفُ منتصبةً هكذا منذ سنينَ كثيرة، رآها أبي في طفولته بهذا الحجم وهذه الضخامة، ورآها جدي كذلك على نفس هذه الحال.

كتابة تعليق

التحقق

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف