إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

فقراء زمن العولمة

المؤلف محمد العودي
    السعر
  • 84.46 SAR

السعر بدون ضريبة : 73.44 SAR
يصل الوضع في شتى مناطق الجنوب إلى درجة من الفاقة والانحطاط، تبدو معها الشرائح المقهورة وكأنها تحولت إلى مجرد نفاية بشرية في عالم أصبح مختلا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، وبذلك فإن الفقر الذي يشكل إحدى السمات المشينة لهذا العالم الشغوف بثقافة الديمقراطية وقيم حقوق الإنسان، أضحى الظاهرة الأكثر إثارة للجدل، خاصة وقد تكثف التعتيم على أبسط المفاهيم، حتى بات من البديهي التحدث عن الحرمان الاجتماعي المنظم للتعبير في ظروف متغيرة عن واقع الاستغلال الطبقي الصريح .يبدأ مؤلف الكتاب محمد العودي بالسؤال: كيف يمكن القيام بتحليل نقدي لواقع الفقر في ظل الإيقاع الجارف للعولمة، مع كل ما يفترضه ذلك من دقة علمية دون معاكسة المقارنات المهينة وآلياتها المادية والفكرية المتطورة، والخلفيات الأيديولوجية المتحكمة فيها بهدف التسخير لعملية إخضاع شاملة للتوجهات الجشعة للمنظومة الرأسمالية الحديثة؟ويرى مؤلف كتاب فقراء زمن العولمة الصادر عن دار رؤية للنشر بالقاهرة، أنه في خضم النظام العالمي الجديد، وما ترتب عنه من شيوع الفاقة وتدويل الإفقار لم تعد المشكلة العاجلة في الجنوب الذي يعاني من صعوبات اجتماعية واقتصادية خانقة ووطأة الديون المرهقة، هي العمل على الرفع من وتيرة النمو، وإنما بات كل الاهتمام مركزا على تجنب الأسوأ والبحث عن وسائل مسكنة، احترازا من تفاقم الوضع وانفجاره، بحيث إن الضيق امتد، ليشمل فئات اجتماعية من قبيل الطبقات الوسطى، التي كانت تعد نفسها إلى عهد قريب في مأمن من الحاجة أو تكاد، بل إن الفقر الذي أصبح أكثر نتوءا في الجنوب، يواصل انتشاره بشكل مخيف إلى درجة أن الضرر أحاق بفئات عريضة من اليد العاملة حتى داخل الدولة المتقدمة . ويرى المؤلف أنه على الرغم من أن مسألة النهوض بالعالم الثالث تحال اليوم بشكل تلقائي على التنمية المستدامة أو التنمية البشرية فإن هذا لم يمنع من دخول العديد من المناطق، خاصة بإفريقيا في نفق مظلم، بحيث لم يتم الزج بجزء مهم من السكان في أتون الفقر فحسب، وإنما صارت شعوب بكاملها في القارة السمراء يتهددها بشكل مطرد شبح المجاعة والأوبئة .يشير المؤلف إلى أن معضلة الفقر لم تعد مشكلة وطنية تخص العالم الثالث، وإنما أضحت في زمن الاحتكار الرأسمالي أحد التحديات العظمى التي تهدد الاستقرار والأمن في العالم، وذلك بفعل النكسات التي يتعرض لها الاقتصاد الاجتماعي عامة والعواقب الوخيمة على الاقتصاديات الهشة في الجنوب، هذا في وقت أصبحت فيه الشركات الرأسمالية العظمى تجني أرباحا خيالية، فهل من حياد حين يتعلق الأمر بتحليل آليات تفقير جهنمية وظروف فقر أصبحت إنسانيا لا تطاق؟ويتساءل الكاتب: كيف يمكن تجاهل ضراوة النظام العالمي الجديد وأبعاده الثقافية التي تسعى إلى تدمير الإطار العقلاني الذي تطرح داخله العديد من القضايا الجوهرية كالظلم الاجتماعي والتخلف والتبعية والعوز المادي والفقر الثقافي؟ وهي كلها قضايا تستدعي فيضاً من النقد، خاصة أنه بمجرد النظر بإمعان في الإفرازات الفكرية والأيديولوجية للمنظومة المهيمنة يتضح بجلاء مدى المحاولات بشحن الأجيال الحاضرة والصاعدة بمعرفة لا تتعدى كونها ضربا من الوهم الخادع، وذلك بغية التعتيم على المشكلات الاجتماعية الجديدة بالدول الصناعية والتغطية في الوقت نفسه على الأوضاع الطبقية وواقع البؤس والبطالة في بقية العالم .ويوضح المؤلف أن الجنوب أصبح بالفعل مجال استثمار مربح، غير أن فرص تحسن مستوى عيش المواطنين يتم تقويضها من خلال تدني أجور الطبقة العاملة ومداخل معظم سكان الأرض في إطار عولمة الرأسمال والتفقير، بل إنه يتم انطفاء جذوة الانتعاش الاقتصادي بفعل الترتيبات التي تقضي تحت ذريعة التكيف مع انخفاض الأجور في السوق العالمية بتقليص الأجور وحجم التوظيف في القطاع العام أو اللجوء إلى وسيلة التقاعد المبكر بإحالة الموظفين والمستخدمين على المعاش قبل بلوغ السن القانونية أو العمل على خفض رواتب المتقاعدين .ويؤكد المؤلف أن العولمة في شكلها الحالي تتنافى مع التصورات التقدمية للعالم، إذ إنها لا تتوانى في إغراق العالم بالمنتجات العسكرية، وتشديد الخناق على التنقلات والتواصل البشري، بحيث تعددت الأسوار العازلة أو الوقائية بين دول الشمال والجنوب بشكل لم تعرف له الإنسانية مثيلاً منذ جدار الصين .

كتابة تعليق

التحقق

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف