الدولة المصرية القديمة

هذا الكتاب وعنوانه «الدولة المصرية القديمة» لروبرت ج. ونيك، من ترجمة نيرمين كامل، يتطلب شيئاً مماثلاً، فمن الناحية الأولى مطلوب من القارئ أن يستخدم الكتاب لتحليل منشأ الدولة، والحضارة المصرية، ولعمل ذلك فهو ملزم بأن يستخدم المنهج التحليلي لكل من علم الإنسان والتاريخ، وعلم الأحياء، وعلم الآثار المصرية، وأيضاً فروع أخرى من المعرفة في محاولة لفهم تفاعل الانبثاق الباهر لتطور حضارة مصر، الذي وقع بين ما يقرب من 6 آلاف إلى ألفي عام قبل الميلاد.في ذلك العهد حلت محل المجموعات الصغيرة مجموعات مكونة من الصيادين، والرعاة، وسلالات عاشت في شمال إفريقيا مئات الآلاف من السنين، ومزارعون أقاموا في قرى، ومدن صغيرة، وفي غضون قرون قليلة تحولت هذه المجموعات المكونة من الفلاحين المزارعين غير ذات الأهمية إلى عوامل بناء حضارة رائعة، وهذا الكتاب يدعو القارئ إلى الانضمام إلى جيل من العلماء، الذين حاولوا تحليل تطور مصر، وتفسير كيف، ولماذا تمت نشأة هذه الدولة وهذه الحضارة وحضارات أخرى أتت من قبل.في الوقت نفسه، مطلوب من القارئ استخدام هذا الكتاب لاكتشاف الحضارة المصرية الأولية المبكرة، والتمتع بها كنموذج حضاري فريد، وقد يتمكن تألق مصر القديمة في مجالات الفن والهندسة المعمارية والآداب والفلسفة وفروع، أخرى من العلوم أن يزود القارئ علماً، وفي هذه الحالة لا يحتاج إلى استخدام علم تحليل التاريخ، لكن النظرتين في تاريخ مصر القديمة لا تتعارضان، مثال ذلك أن هناك احتمالاً بأن يفتن الشخص بالأهرام المصرية، وفي الوقت نفسه يحاول أن يحلل بناء أهرام كبيرة أخرى في المكسيك، وبلاد ما بين النهرين، وشمال أمريكا، ويوازن بين دور هذه الأبنية في تطور التاريخ.ويطلب المؤلف من القارئ أن يأخذ في اعتباره أن هذا الكتاب ليس تحليلاً شاملاً في علم الإنسان، وليس أيضاً وصفاً مفصلاً للدولة المصرية في علم الآثار، وقد ركز الكتاب على تحليل علم الإنسان، مستبعداً مواضيع كثيرة في علم الآثار، فهو يركز على تاريخ تطور الدولة المصرية منذ فترة التكوين قبل الميلاد، وتشمل الحقبة ضعف وانهيار الحكومة المركزية بمصر، وفي ذلك العصر الألفي تطورت الحضارة المصرية لتصبح أكثر تعقيداً، وقد شاهد هذا التطور بناء الأهرام والأنصبة التذكارية الأخرى، لتواكب أحقاب ما قبل السلالات الحاكمة، وبداية الأسر، والممالك القديمة.وقام المؤلف بتحليل تطور مصر القديمة، خلال هذه العصور، عن طريق دراسة علوم الآثار المصرية، وعلم الإنسان.