بونابرت والرجل النبيل

بونابرت والرجل النبيل انشودة تاريخ بطولة الصعيد المطموسة . قال الفيلسوف الصيني كونفوشيوس "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام" وقد شمر العديد من الباحثين فى مختلف المجالات ساعد الجد لإزالة ظلام الكثير من الأحداث التاريخية التى طمست أغلب وقائعها وأحداثها سواء بعمد أو دون قصد .وها يخرج إلينا العديد من النجوم التى تتلألأ فى سماء البحث العلمى مكنون ودرر تلك الفترات المطموسة من التاريخ .فلم يريد المستعمر ان يظهر بدور الجريح الذى ادمته جراح المقاومة واعياه بسالة المجاهدين فأخذ يطمس كل ذكر لتلك الأحداث وإن كان هذا طبع البشر عدم الاعتراف بالضعف والأخطاء. ليطل علينا الباحث طه حسين الجوهري برائعته الخلابة ( بونابرت والرجل النبيل ) التى تسرقك عمن حولك لتتجول فى غمار احداثها بتأنى شديد وانت تتابع سيرة بطل من ابطال العصور الاولى العالم والمعلم والمجاهد والزاهد والخطيب المفوه وكما كان اجدادنا فى خطاباتهم يصفون اهل العلم "العالم العلامة البحر الفهامة بحر العلوم الرائق منبع تجليات الحقائق و الدقائق من اذا جلس فى مجلس ذانه واذا تكلم نطق بحلاوة الشهد لسانه " السيد الشيخ العارف محمد الجيلالى(الجيلانى ) السباعى المغربى الحسنى الهاشمى ومضة الحق التى اشعلت نار الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي موحد شمل العرب هادم أحلام نابليون الاستعمارية وطموحاته محطم أسطورة الجيش العظيم الذى غزا أغلب أوروبا وكان سببا رئيسيا فى هروب نابليون وجلاء الحملة عن مصر بعدما لاقت المقاومة الشرسة والدامية فى صعيد مصر على يد الشيخ والمجاهدين الحجازيين ، والذى حاول الاستعمار طمس سيرته وهويته لياتى باحث ثغر عيذاب ومؤرخها بدرة فريدة ليكمل بها عقد اللآلئ والدرر النفيس فى تاريخ الصعيد ورجالاته على مر العصور وكيف استطاع مربى الأرواح والعقول الشيخ الجيلانى حشد وتعبئة العرب على قلب رجل واحد ليضرب أروع مثل فى ان الأمة الإسلامية والعربية كالجسد الواحد لا يفرقه حدود ولا جنس ليسطر ملحمة الصمود امام استعمار الفرنسين لمصر ويفضح تخاذل المماليك امام الاحتلال الفرنسي فى المعارك التى لم تخوضها بل كان العرب الحجازيين وأبناء النيل هم رجالها وعمادها وكم أعجبت بطريقة المؤلف فى السرد وتوثيق البحث و التى تنم عن سعة اطلاعه وكذا حياديته فى سرد الروايات المختلفة والترجيح بينها ليكشف عن كثير من الحقائق التى طالتها ايدى التحريف والتزييف ولاتزال .فمبارك يا أخى العزيز والرجل النبيل الذى أحيا ذكرى بطل يجهله الكثيرين حتى ممن يحسبوا على فن التأريخ والتاريخ فمن أحيا ذكرى انسان كمن أحياه مرة اخري. كتبها الفقير الى مولاه الشاذلي بن عباس الجعفرى