إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

    السعر
  • 43.99 SAR

السعر بدون ضريبة : 38.25 SAR
يتلخص سحر رائعة سلمان كيوش "عركشينة السيّد" في محليّتها ونكهتها الجنوبية الخالصة، والنبرة الشخصية الصرف، وقدرته على ابتكار لغة نقيّة، مرنة، رشيقة، آسرة، لها سطوعها الخاص، وجمالها وفرادتها، كأنها غير متأثرة بثقافة القراءات، ولعل هذه الميزة الفنية اللافتة هي من أبرز ملامح إبداع د. سلمان كيوش كما اتضحت من قبل في مجمل كتاباته وقصصه التي تناولت في معظمها بيئة وعوالم الجنوب. وفي هذه الرواية الدافقة بذات الأجواء، يتجلّى السحر هنا على أشدّه في بعض مسارات الاحداث، بقدرة وحيوية َفائقتين للكشف عن أرهف الأحاسيس والمشاعر العميقة، وتقلبات المواقف، في شعرية صدحت بين السطور ببريق أخّاذ.. فاللغة الشعرية في تصوري هي ليست لغة عقولنا ومفاهيمنا، إنما هي لغة المشاعر والعواطف الأكثر تجسيدًا وتأثيرًا في الوجدان..من جانب آخر تبدو هذه الرواية الفذّة بلهجتها وروحها الجنوبية الخالصة كأنها كتبت دفعة واحدة، في حمى سرد لاهث، حلّق عاليًا بأجنحة الشعر، والموسيقى، ورقة الإيقاع، وقدرتها بالامساك بتلابيب القارئ منذ سطورها الأولى لتمضي بنا في دركات وطرقات العشق والإثارة والاحتحاج.. إنها حكاية سيّد هاني الناجي التي راح يروي فصولها لسلمان القادم من بغداد الذي التقاه بمحض مصادفة في دائرة نفوس العمارة، حينما وجده في حيرة وجزع من صعوبة تصحيح اسم والدته "حوشية" الذي قلبته نقطة عابثة وحولته  الى "خوشية" التي من شأن بقائها أن يحول دون إكمال دراسته العليا. إذّاك أشار له وتقدم منه هامسًا أن لا يهتم للأمر وأنه سينجز معاملته بتصحيح اسم أمّه بسهولة بعد أن تملّكه توق غريب إليه، فأحبّه للتو، كأنه وجد فيه ذلك الإنسان الذي طالما بحث عنه.. فتلقفه ومضى به إلى منزله بلهفة حملت كلّ سحر التحرّق الذي يعتمل في داخله، وكل صدق العاطفة التي تعصف بقلبه الذي يخبّئ خزان الحب اللاهب الذي يهطل في عروقه بصمت.. لقد عثر سيّد هاني الناجي فجأة وبضربة حظ على صديق حميم سيبوح له ويحدثه عن كل شيء.. بل وسيكلّفه بمهمة تدوين وصيته المتمثلة بكتابة حكاية عشقه لحبيبته الطالبة في معهد المعلمات التي كان يلتقيها فوق الجسر كل يوم، والتي أُبعدت عنه وزُوّجت عنوة في قرية نائية.. سيّد هاني الناجي هذا الكيان الشجي الناحل الذي بات يذرع الجسر والطرقات وحيدًا ويسهر في الحدائق بعد فراق حبيبته، كانت عيناه حالمتين مليئتين بالرؤى، وهو يتحدّث لسلمان الذي كان يصغي له باهتمام بالغ، يتحدث بحيوية وطاقة لا تنضب وهو مهتاج ومنفعل كأنه في مسرح لنقل تأثير أفكاره ومشاعره:" حين يحبّك من تحبّه فمعناه أن نصفك سيغدو إلها، ويبحث نصفك الآخر عن المجد الكبير"... في كل هذه المشاهد وغيرها يمكننا أن نرى تحولات السرد بألوانه وظلاله، وسكوناته وتوتراته قد تميز بايقاع خاص، إذ اعتمد الروائي سلمان كيوش الجملة المكثفة المشحونة بالمعنى والحوارات التي تكشف وتعمّق امتدادت المشاهد والصور السردية المترعة بالألون عبر مجسّات شديدة الحساسيّة، تنمّ  عن خصوبة خيال وقدرة فائقة على شدّ القارئ، خاصة وإن الروائي سلمان كيوش تمكّن في روايته الأولى هذه أن يلاعب الكتابة ببراعة كاتب فنان محترف وهو يقدّم لنا هذه الرواية الفاجعة بعشقها، الفاجعة بانسانيتها  وتمردها، الواقعية جدًا، والحالمة جدًا، التي ظلّت زاخرة بالمفارقة والمتعة إلى النهاية.

كتابة تعليق

التحقق

تخفيض على الكتب

50%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

30%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

20%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

15%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

10%

تصفح كتب العرض

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف