مستر نوركَه

يؤمن نافع أو كما يلقبهُ أهالي بغداد بـ( مستر نورگه)بأنه يحمل جينات الشاعر والكاتب المسرحي النرويجي هنريك ابسن( 1828- 1906)ويحاول على مدى أربعين سنة ايجاد طريقة توصله الى النرويج ليثبت نسبه إليه. يقلد خلالها شخصية ابسن في المظهر وترديد أقواله بإيمان مطلق، مستفيداً من مقدرته الخارقة في تذكر الاشياء التي يقرأها أو يستمع اليها وتقليده الاصوات بنبرة أصحابها، لدرجة أن كبار السن يودعون وصاياهم الصوتية لديه، لينقلها الى ذوييهم بعد وفاتهم. قدم خدماته الإنسانية تلك مقابل أن يتركه له الناس في بغداد، مساحته الخاصة ليعلن فيها هوسه بهنريك ابسن في عالم صنعه لنفسه هربً من واقعه. تجدون على الغلاف الأخير، مقطعاً مجتزءاً من رسالة وجهها إلى- تانكريد- الحفيذ الحقيقي لإبسن: " هو وأنا متشابهانِ إلى درجة كبيرة، ليس بتفاصيل متطابقة إن جئت للحقيقة وهذا طبيعيٌ بحكم الفوارق الزمنية والمكانية والاجتماعية وكذلك البدنية إن صح القول، لأن جدنا احتفظ بأعضاء جسدهِ كامِلة دون نقص بينما اقُتُطِع جزءٌ مني وأنا طفل رضيع والخجل يمنعني أن أذكر لك موضع هذا الجزء المفقود رغماً عني. ما أريد قولهُ أنني أشبههُ بالجوهر والأصل. وهنا، عند هذهِ النقطةِ تحديداً أواجهُ عصف أسئلةٍ وقد أحتاج إلى وقتٍ وربما إلى كثيرٍ من الجرأةِ للإجابة عن بعضها. فهل أنا مُجردُ فرعٍ من فروعهِ وورثت عنهُ صفاتهُ الروحية بمجملها أم أنني تكرارٌ لهُ في محيطٍ آخر بعيدٍ عن الذي نشأ وعاش فيه وعليّ التقيد بظروف المكان والزمان اللذين أتواجدُ فيهِما مع المحافظةِ على نهجهِ وسلوكِ طريقهِ. أو قد أكون أنا، هوّ ذاتهُ وقد نجح بعد جهدٍ روحي في العثور على جسدٍ يسكنهُ ويحاول قدر وسعهِ إعادتهُ إلى موطنه ليُكمل أمراً منقوصاً تعذر عليهِ إتمامه بجسدهِ الأول؟. سيكون توزيع الرواية عبر منافذ بيع الدار في بيروت وعمان وكذلك موقعي الأمازون ونيل وفرات الالكترونيين. وفي المعارض الدولية التي ستقام خلال المقبلة إذا سمحت كورونا بذلك ! وبالنسبة للنرويج والمنطقة الاسكندنافية، ستكون لدي نسخ محدودة للمكتبات العامة وللبيع عن طريقي ومن يريد اقتنائها أرجو التواصل معي شخصياً. وأعتذر لهذا الأمر، فتكاليف الشحن السريع باهظة جداً من لبنان إلى النرويج. وشكراً لتفهمكم مقدماً.