أبحاث التعلم

يعـد التعلـم التنظيمـي عمليـة ديناميكية لإنتاج معرفـة جـديـدة ونقلهـا واستخدامها في أماكـن الحاجة إليهـاء ويمكن اعتبـار إنشـاء المعرفـة ونقلهـا والاحتفاظ بها إلى حد كبير بالعمليات الاجتماعيـة التـي تنطـوي عـلى التواصـل والتفاعـل. وهـذا يتطلـب وجـود هيكل تنظيمـي وشبكات تعلـم تربـط التفكير والتعلـم وتعزز رفاهيـة الطالب، وإعادة هيكلـة المـدارس كمنظمات تعلـم تقـوم عـلى الإبداع والتجديد، وتقديم خدمات فريدة بحسب الطلب، وتقسيم العمـل مـن خـلال التعاون والفـرق متعددة التخصصات، جنبا إلى جنب مع تعزيـز قـدرة المعلم في تلبية احتياجات الطلاب، مـن خـلال علاقتـه بهـم ومـدى قدرته على تحديد المحتوى المناسـب وطـرق التدريس لكل طالب، ووجـود تبادل معلومات قائم بين المعلمين والمساعدين يعطي تقييما دقيقـا لـه. يناقـش هـذا الكتاب في عـشرة فصـول جوانب متعـددة متعلقة بالعملية التعليمية والتعلـم؛ حيـث يعـرج عـلى أسـس التعلـم ومحفزاتـه وبيئات التعلم ومعوقاته، ويلقي الضـوء عـلى طـرق التعلم، ويربط التعلم بالفضـول في مقاربة هادفة تنير للقارئ طريق الحصـول عـلى المعرفة، كما يربط التعلم بالقراءة وصولاً لتمكين المتعلـم مـن الإفادة القصـوى مـن المعرفة المعززة للتعلـم، ويطـرق آليـات تعلـم بعـض جوانب المعرفـة كتعلـم الرياضيـات وتعلـم اللغات، ويختـم الكتـاب بوضع لمسات تشير إلى اقتصاديات التعليـم وبعـض الموضوعات المتفرقة ذات العلاقة بموضوعات الكتاب. حرص الكاتـب على تقديم موضوعات تسهم في تحقيق بيئة تعليمية عادلة للطلبـة، تسهم في تقديم العملية التعليمية، وتمكن كلا مـن المعلم والمتعلـم مـن أن يكونـا أكثر التزاما وانخراطـا، كـمـا يـؤدي أيضا إلى تكوين تأثير إيجابي بين المتعلمين؛ مما يساعد على تشكيل الظروف التـي مـن شأنها أن تساعد على الخروج بأمـور جديدة وأفكار إبداعيـة. فالطالب الموهـوب هـو في الغالـب عضـو بـارع في فصلـه الـدراسي العـادي، وكـذا المعلـم المبـدع شغله الشاغل هـو الحـرص على العلاقة بين آليات التعلم التنظيمي والمناخ الإبداعـي مـن خـلال الاستماع إلى الآخرين، وتشجيع الأفكار والشعور بالراحـة عنـد النقـاش؛ مـمـا يـؤدي إلى تدفق المعلومات وتبادل وجهات النظر التي تسهم في التركيـز عـلى الأهـداف التعليمية واختيار أنسـب الطـرق لتأهيل الطالـب وضمان رفاهيتـه. هـذا الكتاب يسهم في تحقيق الكفايـة التربوية المتعلقة بمستوى المخرجات التربوية التي يجب أن يكون عليها كل الطلاب وفقا لاحتياجاتهم الفردية وبيئاتهم المدرسية.