إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

في الدولة: الأصول الفلسفية

    السعر
  • 62.17 SAR

السعر بدون ضريبة : 54.06 SAR
"ما من سياسةٍ إلّ ومَبْناها على المصالح. هكذا فهِمَها الإغريق في الماضي، وهكذا عبَّر عنها أرسطو، وأخذها عنه تامذتُه المحدَثون منذ ميكياڤيلي؛ فالمصلحةُ مبدأُ السياسة ووقودُها الذي به تشتغل آلتُها، وهي في حكم العدم إنْ لم تكن مصلحة؛ إذْ كلُّ سياسةٍ إنما هي تعبيرٌ عن مصلحة: قائمة أو مطلوبة، وسعيٌ إليها السعيَ الدائم. قد توجدُ المصلحةُ فتقترن بها السياسةُ، وتكون لها بمنزلة اللّسان و، أحياناً، بمنزلة الأسنان والأظافر؛ وقد لا توجد فتكون في جملة ما يُسْعَى إلى تحصيله. وهكذا تدور السياسةُ مع المصالح في دوائر ثاث: في دائرة المرغوب؛ إذْ تَتَغَيّاَ، هنا، غُنْمَ مصلحةٍ أو حيازتَها، وفي دائرة المحروص عليه؛ إذ تميل إلى صوْن مصلحةٍ متحقّقة وتأمينها من مخاطر النّيل منها، ثم في دائرة المهجوس به؛ حيث تجنح السياسةُ - باستمرار - نحو تعظيم المصالح وتثميرها لا إلى الوقوفِ المتواضِع عند المتحقِّق منها. وكلّما اتّسعت رقعةُ المصالح، اتّسع نطاقُ عملِ السياسة بالتّبِعة، وكلما ضاقت مساحتُها ضمُرت جغرافيّةُ السياسة وتواضعت مطالبُها. وإذْ تكون المصلحةُ من السياسة بهذه المثابة، 12 تصبِح هي عينُها ما يؤسّس للسياسة مشروعيّتها، وتستكفي السياسةُ بهذه المشروعيّة عن أيّ نوعٍ آخر من المشروعيّة تستمدّه من خارج نطاقها كسياسةٍ قائمة على المصلحة."

كتابة تعليق

التحقق

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف