إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

نبذة العصر في اخبار ملوك بني نصر -

المؤلف مجهول- ت
    السعر
  • 22.29 SAR

السعر بدون ضريبة : 19.38 SAR
في المغرب كنوز ودرر أناخت عليها يد الزمن وسطت عليها عاديات الدهر ، وللمغاربة ولعٌ كبير في اقتناء المخطوطات النفيسة يحافظون عليها كأثمن الذخائر وبها يتنافسون . وكنت علمتُ من بعض أصدقائي التطوانيين أن هناك بعض الكنوز الخطية. فبينما كنت أقلب صفحات المخطوطة الأولى عثرت على وريقات متناثرة أخذت بدراسة تل ك الوريقات، فانجلى أمرها وظهر أنها مبتورة ومتناثرة من مؤلف مخطوط كتب في تاريخ الملوك النصريين وسقوط آخر حصون العرب في الأندلس وتسليم غرناطة إلى غير ذلك من نقاط التاريخ الهامة انهيار المملكة العربية في الأندلس وسقوط آخر حصون غرناطة ولد في جو المغرب مادة غزيرة لأقلام الكتّاب والأدباء ، فكانت الأرض المغربية الكريمة الملجأ الوحيد لنازحي الأندلس من كتبة وشعراء . رثاء تلك الفردوس المفقود وذكريات معالم الأندلس وبسط عيشها وجمال أرضها وتدفق جداولها في حدائقها الغناء، وذكر مجلس زُمَر السمر وأندية عُصَب الأدب والتغني بأمجاد العرب وما كانوا عليه من رفعة مجد وسؤدد ، كل ذلك وسّع ميدان الوحي ومجال الخيال لنفثات الشعراء . بينما كان العراق يتفرس وسوريا، تتشرك والأندلس تتفرنج ومصر تتطور بتأثيرهم وتتأثر بتطورهم بين صعود وهبوط، مرتبطة بدرجات سُلّم المقاييس الأدبية المرهونة بحرارة مزاج أعصاب الفاتحين، كان في المغرب قبس العربية يشع وعلى جوانبه نفحات علم وأدب . انهيار المملكة العربية في الأندلس وسقوط آخر حصون غرناطة ولد في جو المغرب مادة غزيرة لأقلام الكتّاب والأدباء ، فكانت الأرض المغربية الكريمة الملجأ الوحيد لنازحي الأندلس من كتبة وشعراء . رثاء تلك الفردوس المفقود وذكريات معالم الأندلس وبسط عيشها وجمال أرضها وتدفق جداولها في حدائقها الغناء، وذكر مجلس زُمَر السمر وأندية عُصَب الأدب والتغني بأمجاد العرب وما كانوا عليه من رفعة مجد وسؤدد ، كل ذلك وسّع ميدان الوحي ومجال الخيال لنفثات الشعراء . بكى الرندي الأندلس فأبكى معه المغرب فردّد صداه المشرق وكان في ذلك العهد في سباته العميق . أن مؤرخي الأدب العربي لم ينصفوا الأدب المغربي ولا أدباء الغرب العربي، فقد ظلموه بما كتبوه ودوّنوه، فجاءت أحكامهم عليه جائرة ، ومن ادّعى قلة المصادر فالمكتبة المغربية حجة عليه. أن بعض الأدباء والبحاثة من شرقيين ومستشرقين قد مزجوا الأدب المغربي بالأدب الأندلسي ولم ينتبهوا إلى مميزات الأدبين ولا إلى فوارق البيئتين ، فإن الموشحات الأندلسية التي تمثلوا بها والأزجال العامية التي دوّنوها لا تمثل أية ناحية من نواحي الأدب المغربي ولا أية صفة من صفات لغته المتينة التي كانت عليه في ذاك العهد ، فللأدب المغربي طابعه الخاص واتجاهه الموسوم ومميزاته ظاهرة في آثار أعلامه . قد حفظ المغرب عزة شأن اللغة وحماها من غارات الزمن وهجمات الأعاجم طيلة عدة قرون وذلك إلى أوائل عصر الانبعاث الشرقي فبوادر النهضة الحديثة ، فسلم حينئذ المغرب إلى المشرق أزمة قيادة دولة الأدب العربي ثم نام في سباته العميق ، وما استيقظ إلّا على أصوات المدافع ودوي القنابل وعزيف الطيارات في الربع الأول من القرن العشرين ، فنهض بروح قوية وأدب جديد يبشران بنهضة مغربية متينة الدعائم ،وستلتقي النهضتان المغربية والشرقية في مرج العروبة الخصب وذلك قريبًا إن شاء الله . وهكذا قُيّض لتلك اللغة الجميلة أن تحيى دائمًا وأن تجد لها في كل عصر وفي كل مصر حماة يغيرون عليها ويفدونها بالمهج والأرواح ..

كتابة تعليق

التحقق

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف